كان للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ان اشترك في رحلتي الصيف والشتاء عندما كان صبيا صغير السن مع عمه التاجر (ابو طالب) .. وكانت رحلة تجار قريش الصيفية التجارية تتجه عادة الى بلاد الشام والتي من ضمنها ارض الاردن التي يمرون فيها ومنها ويستريحون وقد يذهبون منها الى فلسطين ايضا للتجارة.. وكانت هذه البلاد تدين بدين الله المسيحية حيث انتشرت الكنائس والاديرة في مناطق واراضي الاردن بكثرة.
سلطان الحطاب كتب قبل حوالي السنة في زاويته بجريدة الرأي نقرأ بدهشة بعض ما جاء به من معلومات حول قرية او منطقة (ام الرصاص) الاثرية او كما يطلق عليها ايضا تسمية (ميفع) والتي تبعد حوالي (30) كيلومتر جنوب شرق مدينة مادبا حيث تتكاثر في منطقة ام الرصاص بقايا اثار الكنائس الكثيرة.. فماذا يقول الكاتب الحطاب عن موقع ام الرصاص الذي ادرج في قائمة التراث العالمي للامم المتحدة.
سألت عن أم الرصاص عن قلعتها العامرة بالخانات والاديرة فقد كانت هنا ابرز الخانات، - الخان كان يلعب دور الفندق في الوقت الحاضر - التي كان ينزل فيها التجار وخاصة من قريش في طريقهم الى بصرة الشام والى جلق (دمشق) والى غزة هاشم وذلك قبل الاسلام.
وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم قبل النبوة بزيارة هذا المكان مع عمه ابو طالب ولم يتجاوز آنذاك التاسعة من العمر ويقال انه مع عمه التقيا راهب الدير (بحيرا) كما جاء في النصوص التاريخية .. وقد كان بحيرا عالم النصرانية ولديه اخبارها وتأويلات وتنبؤات كتبها المتوارثة. فلما قدم وفد ابو طالب ومعه (محمد) رأى بحيرا على محمد غمامة تظله من بين قومه وكان الجو قائظا وقد اقبلوا حتى نزلوا شجرة قريبة فنظر بحيرا الى الشجرة وقد حصدت اغصانها حتى استظل بها.. فنزل بحيرا من صومعته ودعاهم فلما رأى هذا الراهب (محمدا) جعل يلحظه وينظر الى أشياء من جسده كان يجدها من صفته.
فلملا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا سأل الراهب عن اشياء في (محمد) من حال يقظته ونومه فوجدها موافقة لما عنده من صفته ثم نظر الى (خاتم) النبوة بين كتفيه ثم قال الراهب لعمه ابي طالب: ما هذا الغلام منك؟؟ فقال ابو طالب: ابني. فقال الراهب: ما ينبغي ان يكون ابوه حياً فقال ابو طالب: انه ابن أخي مات ابوه وأمه حبلى به. فقال الراهب: صدقت.. ارجع به الى بلدك واحذر عليه من اليهود.. فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبلغنه شرا.. فانه كائن له شأن عظيم. فخرج به عمه حتى قدم به الى مكة.
ويقول الصحفي الحطاب: والموقع الذى جرى فيه اللقاء كان في ام الرصاص اكبر الاديرة على طريق الشام واقدمها واكثرها احتفاء بالزوار واسكانهم لما فيها من خانات .. أم الرصاص حيث ارض الضمور من الفايز وغيرهم (منطقة بدو الوسط) كان اسمها (ميفعة) وفيها ايضا آثار للانباط والرومان والبيزنطيين ومعظم كنائسها قديمة بعضها قبل الاسلام واهمها كنيسة اسطفيان التي اقيمت في سنة 719م وفيها برج الناسك سمعان العمودي وعلوه 15 مترا استخدمه الرهبان طلبا للخلوة والعزلة وما زالت بقاياه قائمة!! .
وفي رواية أخرى قرأناها من مصادر تاريخية تركزت المعلومات حول هذا الامر (لقاء الراهب بحيرا بالرسول الصبي صلى الله عليه وسلم وعمه ابو طالب في منطقة المفرق - الصفاوي شمال الاردن وحيث منطقة ام الجمال ايضا التاريخية القديمة والتي كانت محطة للقوافل للاستراحة وهي مركز تجاري منذ اقدم العصور لاهل بلاد الشام والجزيرة العربية والرومان.. هذا وكان بها ولا زال بقايا لحوالي 15 كنيسة ومعبد ديني.
ففي منطقة الصفاوي هذه وكانت سابقا من منطقة بصرى الشام توجد شجرة ضخمة يقدر عمرها ب 1500 سنة، وذكرت كتب التاريخ ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان لقاؤه اثناء رحلته التجارية الى الشام مع الراهب بحيرا عند هذه الشجرة او بالقرب منها.. وفيما بعد مع الراهب (نستور) عند هذه الشجرة التي اصبحت على مر الزمان شجرة مباركة. حيث كانت لها تلك الذكرى العطرة مع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ومنذ ذلك الوقت القديم ما زالت هذه الشجرة في تلك المنطقة الصحراوية في الصفاوي حية شامخة باغصانها وظلالها الوارفة والتي تستدعي الانتباه والراحة من مشقة السفر وحر الصيف بظلالها اللطيفة.
ومنطقة الصفاوي هذه تقع في الشمال الغربي من البادية الاردنية في منطقة الطريق المؤدية الى العراق وفي المنطقة القريبة كذلك من الحدود الاردنية السورية.. حيث يقع في محيطها العديد من الاديرة القديمة التي كانت منتشرة قديما بكثرة ومن ضمنها كانت صومعة الراهب النصراني بحيرا.
وهكذا فقد تعامل الناس المحيطون بهذه المنطقة التي تقع فيها هذه الشجرة بكل التقدير والتكريم والتذكر بقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان فتى صغيرا.. وكيف انه كان يستريح تحت هذه الشجرة .. شبه الوحيدة على ما أظن في هذا الموقع.
وهكذا فقد اشارت بعض الكتب الى السكان القريبين من تلك الشجرة ومجملهم من البدو. وبعض الرحالة والمسافرين قديما كانوا يولون اهمية لمكان واغصان هذه الشجرة المعمرة تبركا واحتسابا حيث كان بعضهم يعلق بعض اشيائه كاجزاء من قطع الملابس واغطية الرأس على اغصان هذه الشجرة المباركة.. ومنهم من كان يصلي بعض الركعات لله تعالى بسبب قداسة هذا المكان الذي استراح فيه الرسول قديما.. ومنهم من كان ينذر النذور تقربا لله تحت الشجرة حباً وكرامة لله سبحانه وتعالى ولرسوله الصادق الامين صلى الله عليه وسلم.
10-14-2010, 02:13 PM
اشارات رسول البشرية بدأت على أرض الأردن
العرض العادي
