اخوتى واحبتى فى الله سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته
قرأت هذا الموضوع وعجبنى وشدنى جدا جدا لقراءته حتى النهايه فنقلته لكم حتى تعم الفائده باذن الله تعالى
ولا اخفى انه مقال طويل نوعاً ما ولكن بقدر طوله هذا بقدر ما به من معلومات جد هامة ومفيدة لحياة زوجية سعيدة
الفتور… الملل.. الإعراض.. الخرس الزوجى
كلها مرادفات للقتل البطىء للحياة الزوجية يتربص بالزوجين وهما فى غفلة وينقض عليهما لتبدأ عوارضه فى الظهور من انفصال فكرى وحوارى وجسدى، وقد يتطور الأمر للطلاق، دون أن يدرك الزوجان أن ما حدث نتيجة وليس سببا.. نتيجة مشاكل سكتنا عنها، ولم نواجهها تعاقبت وتراكمت فقهرتنا قبل أن نقهرها. ونتساءل فى لحظة صدق مع النفس : كيف وصلت حياتنا الزوجية لهذا الحد من الملل والاكتئاب وأين الحياة الزوجية التى وصفها الله فى كتابه العزيز: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون» فأين المودة والرحمة ولماذا البرود والجفاء ؟! والاستقرار فى الحياة الزوجية هو السبب الأول فى نجاحنا فى حياتنا بوجه عام، بل وصحتنا الجسدية أيضا، وهذا ما أثبته الطب الحديث بما لا يدع مجالا للشك، إن أى مرض عضوى سببه ألم نفسى، وليس أقوى من الهزة النفسية الناتجة عن عدم الأمان العاطفى وافتقاد الدفء الأسرى.
نصيحة فرعونية لآدم منذ قديم الأزل أدركت أهمية السعادة الأسرية لإدراك أى تقدم، وكان للقدماء المصريين من الكياسة ما جعلهم لا يبخلون بالنصح على المحافظة على الحياة الزوجية السعيدة. بتاح حتب أحد حكماء الدولة القديمة وقد كان وزيرا لأحد ملوك الأسرة الخامسة قال، وهو ينصح الزوج بما يجب أن تكون عليه علاقته بزوجته : «إذا كنت حكيما اعتن ببيتك، أحبب زوجتك حبا نقيا، املأ بطنها بالطعام، وغط ظهرها «بالكساء» تلك هى وجوه العناية اللازمة لجسدها. لاطفها وحقق رغباتها أثناء حياتك.. إنه صنيع حسن يشرف صاحبه، لا تكن فظا، فالرقة سوف تؤثر عليها. أفضل مما تفعل الشدة ذلك هو ما تتطلع إليه وما تؤمل فيه إن هذه الأمور التى تصنع الاستقرار فى البيت، إذا أنت صددت عنها فتلك إساءة، افتح ذراعيك وأظهر لها حبك».
وأضع بين يديك عزيزى القارئ آراء لبعض المتزوجين
حياتى ثلج
السيدة ا.ل :
سيدة تجاوزت الأربعين بقليل مبتسمة وتلقائية طوال الوقت متزوجة منذ تسعة عشر عاما ما إن سألتها عن حياتها الزوجية حتى بدا وجهها متجهما وكأنه وجه آخر واستفاضت فى كلامها عن سنوات عمرها الضائعة فى جفاء وبرود وزوجها الذى يفضل أى شىء عن الجلوس معها أو الكلام معها فى أى شىء عدا مصروف البيت أو مشاكل الأولاد، وهو دائم الخروج مع أصدقائه فى أوقات فراغه، بل والسفر معهم لأيام، وإذا جلس فى البيت يصب رأسه فى الجريدة، وبعد أن يفرغ منها يدخل لينام وكأن زوجته غير موجودة، ومهما حاولت فتح مواضيع معه تنتهى هذه المواضيع إما بمشادة أو يقول لها إنها «فاضية وكلامها هايف» على حد قولها وهو أيضا عصبى المزاج ولا يهتم باختيار ألفاظه معها، ولا يقترب منها إلا لعلاقة جنسية تفتقر لأية مشاعر بدون أية مقدمات كأنها أداة وقتية يرميها بعد ذلك، وليست أنثى حباها الله بمشاعر، وتؤكد بإحساسها الدائم بالحرمان العاطفى، وتزايده يوما بعد يوم واستخفافه بمشاعرها وطلباتها التى يفسرها بأنه كلام فاضى كأن يقبلها قبل ذهابه للعمل أو عند عودته ويبدو متأففا إذا طلبت منه قضاء يوم إجازة أسرى فى أى مكان، ومع إحساسها الدائم بجرح غائر فى كرامتها وأنوثتها إلا أنها تواصل الحياة حتى لا تشعر أولادها بالحزن ولا «تكسر قلبهم» على حد قولها. وهى حالة منتشرة بين زوجات كثيرات تمتلئ بها صفحات الجرائد والمجلات تعانى فيها المرأة التى تعدت الأربعين أو الخمسين من تجاهل لمشاعرها وبدأ الزوج فى انتقادها وافتقادها للكلمات العذبة الحانية ظنا منه أنها كبرت على ذلك، وجهلا منه بتأثير اللمسة الحانية أو الكلمة الرقيقة.
خمسة وعشرون عاما من السعادة
وعلى النقيض تماما تتكلم السيدة م -49 عاما –
عن حياتها الزوجية التى أطلقت عليها: «خمسة وعشرون عاما من السعادة» لم يغب عنها الحب يوما، إنها مهما عصفت بها فترات من المشاكل أو ابتعاد زوجها عنها يعود الحب أدراجه فى القلوب، ويسود الهدوء بيتها الجميل، وتؤكد: إن إنجاح أية علاقة يستلزم مجهوداً من الطرفين، ويجب أن يراعى الزوجان بعض الأمور لاستقرار العلاقة : أولا: تقديم بعض التنازلات غير المشروطة من الطرفين والتغاضى عن الصغائر وعدم تكبير المواضيع بصورة تجعلنا نتعارك ونتعصب، بل ننسى سبب المشكلة الأساسى بتهورنا وتضخيمنا للموضوع وردة فعلنا. ثانيا : الرضا الكامل بشريك الحياة وتقبله كإنسان له عيوب ومميزات وحينما ارتضيناه زوجا نتقبله بكل ما فيه وعدم المقارنة التى تحدث من بعض الزوجات بأزواج صديقاتهن أو عند بعض الأزواج ومقارنة زوجاتهم بزميلاتهم فى العمل مثلا، فهذا لا شك يؤدى إلى قلة تقدير للطرف الآخر، ولا يكون فى مصلحة الحياة الأسرية. ثالثا : الحنان والحب والكلمة الطيبة فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : «الكلمة الطيبة صدقة» وهى المفتاح الأساسى لدخول القلب سعادة رغم أنف الظروف.