بِِقلْبِيَ بارُودٌ وفِـي فَمِهَـا زَهْـرُ
وَفِيَّ احْتياجٌ وَهْيَ فيها الهَوى كِبْرُ
وطَيـفٌ تَناهَـى فاسْتَقَـرَّ كَفِتنـةٍ
على شُرُفاتِ الوَجْدِ أصْغَى لَهَا البَدْرُ
أَمِيلُ بِهَا صَوْبَ الثرى فَتَميلُ بي
ومِنْ حَولِنا الأقمَارُ والمَاءُ والطَّيرُ
وَوَرْدٌ نَمَا في وَجْنتيهَا إِذا أَنـا
أقبِّلُ... حَتَّى ضِعْتُ أيُّهُمَا الثَّغْرُ
أمَا ودِمَائي قـدْ أحُلَّـتْ فلَيتَهـا
على هُدْبِهَا كُحْلٌ وفي ريقِهَا خَمْرُ
نَدِيمـانِ للفَجْـرِ البَّعيـدِ ونَـشْـوَةٌ
سَرَتْ في زِقاقِ الليلِِ مُذْ أغْلِقَ الفَجْرُ
ومِنْ حَولِنا العُذَّالُ كُلٌّ يَلومُنـا
على أيِّ شَيءٍ والهَوى حُلوُهُ مُرُّ
كأنَّ لنـا الكـونَ الكبيـرَ نَرُومُـهُ
على مَهَلٍ أو نُسْرِعُ الخَطْوَ إنْ مَرُّوا
وإنِّي لفَِي عَرْضِ المَحَبَّة سَابحٌ
أُجَدِّفُ، والأقْدَارِ شِيمَتُها الغَدْرُ
وحِيداً أجُوبُ العُمْرَ في قسَمَاتِـه
هَباءٌ ولي مِنْ حَظِّهِ الوَهْمُ والجَمْرُ
لِعينيكِ هذا الشعْرُ وحْـدَكِ كلَّمـا
أرَدْتِّ شِعْراً نَمَا في أرْضِكِ الشِّعْرُ
وأينَعَ أيضَـاً إثـرَكِ القَمَـرُ الـذي
أزاحَ الدُّجَى، والْتَفَّ مِنْ حَولِكِ النَّهْرُ
من ديوان " قصب الملح "