مَنْ للقدس؟
من نخاطب؟ لمن نصرخ؟ من نصارح؟ من نناشد؟
القدس تتلاشى، تتهاوى، تسقط من تاريخ العرب والمسلمين ومن جغرافيتهم، لتصبح فريسة التهويد والصهينة .
بيوتها تتهدم، شوارعها تتغير، مساجدها ومعابدها وكنائسها تنتهك وبعضها مهدد بالانهيار، حتى اسمها لم يعد هو، وملامحها الرسولية المقدسة تشوهت بعدما أعلنت الصهيونية الحرب عليها فصارت شوهاء تغمرها القلنسوات، وتجتاحها سحنات هجينة غريبة عن أرضها وسمائها وهوائها .
القدس بأذان مساجدها وأجراس كنائسها التي يتردد صداها منذ آلاف السنين تكاد تختنق، إنها تزفر النفس الأخير وتصرخ ولا من منقذ أو مجير .
كل السيوف في أغمادها يعلوها الصدأ، والقدس المقدسة تذبح أمام عيونهم من الوريد إلى الوريد، لا نخوة ولا كرامة ولا عزة نفس ولا إباء . . كله صار هباء .
العرب كل العرب أداروا ظهورهم فلا احمرت وجوههم خجلاً، ولا تصبب العرق من جباههم وهم يرون بأم العين عروس عروبتهم يجري افتراسها من شذاذ الآفاق ليل نهار .
ولا المسلمون بعدّهم وعديدهم تنتابهم قشعريرة وهم يشاهدون أولى القبلتين وثالث الحرمين تتهاوى في قبضة لصوص الهيكل .
أما العالم الغربي بحضارته وديمقراطيته وحريته وقوته وعظمته، فحدّث ولا حرج . تقوده الصهيونية من أذنيه لتحوله إلى ولد مطيع يتلو أسفار التلمود بعدما نجحت في تدجينه ونزعت منه حمولته الإنسانية والأخلاقية .
القدس مدينة الله على الأرض، هي بوابة الرسالات ومحطة الرسل والأنبياء، هي النور المتوهج في الكون يشع منه الإيمان الرابط بين الإنسان وخالقه . هي قدس العرب والمسلمين، هي البداية والمنتهى، هي الخط الفاصل بين أن نكون أو لا نكون .
القدس هذه . . تتهوّد لتصبح على غير ما يجب أن تكون . . فمن يلبي نداءها وصرختها، ليقف مع شعبها في خط الدفاع عنها . . .
فهل من مجيب؟