بيت حانون
أصل التسمية والموقع
أصل التسمية:-
الأصل اللغوي:-
في فلسطين والشام عدة قرى تبدأ بـ (بيت) ولعلهم كانوا يعنون بالبيت (القصر) إما نسبة لصاحبه أو للمعبود و(حانون) بمعنى (حنون) و (صاحب النعم) اسم ملك أو زعيم من زعماء غزة ونواحيها ، وحانون من جذر حنن ، وحنون زهرة الحناء ، وحانون الملاح اليمني الذي قاد مراكبه في البحر الأحمر حول أفريقيا حتى دخل البحر الأبيض المتوسط إلى ليبيا ، حسب قول المؤرخ هيرودوت.
والراجح أنها نُسبت إلى (حانون) الذي وضع (تغلات فلاسر الثالث الآشوري 745 - 722 ق.م) في قصره تمثالاً له أثناء حملاته على فلسطين.
الأصل التاريخي :-
بيت حانون قرية قديمة كان بها بيت لعبادة الأصنام والآلهة أسسها ملك وثنى هو الملك حانون وكانت مصيفاً له ويختلف الكتاب في أنه جرت بينه وبين الملك اليافى حروب عديدة و طويلة حتى أهلكا بعضهما فعملوا له تمثالاً على حسب عاداتهم وتقاليدهم تذكاراً لعظمائهم ووضعوه في بيت العبادة فاشتهرت القرية ببيت حانون و ورد في تاريخ بئر السبع في سنة 720 ق.م أن سرجون مشى بجيوشه إلى جنوب فلسطين فأخضع الفلسطينيين وبنى يهودا وغلب سيفون الأثيوبي ملك مصر ، وأخذ منه الجزية كما أنه أسر حانون ملك " غزة " ، وبقيت بيت حانون على ضلالها إلى أن جاء الإسلام ، فاهتدت بهديه ثم تغير أهلها وتخللها كثير من أخلاط الناس.
وفي يوم الأحد الرابـع عشر من شهر ربيع الأول من عـام 637 هـ: 1239م وقعت بين الفرنج والمسلمين حرب في بيت حانون انكسر فيها الفرنج ، كما تذكر ذلك البلاطة المثبتة فوق مسجد القريـة الذي بنى خصيصاً لذكرى هذه الموقعة ، وتم تسميته بمسجد النصر.
وقد قتل في هذه الموقعة من الفرنج 1800 وأسر منهم ملوكهم وأكنادهم وثمانون فارساً ومائتا وخمسون رجـلاً ولم يقتل من المسـلمين غير عشرة ، وفي عهد المماليك كانت بيت حانون محطة للبريد بين غزة ودمشق.
الموقع والجغرافيا:-
أن نشأة القرى والمدن واختيار موقعها لا ينشأ من فراغ كامل ودون مقومات ، وأن اختيار الموقع الذي أقيمت عليه بيت حانون لم يكن بمحض الصدفة .
أنه موقع حساس في مكان هام على طريق شريانية تصل مصر ببلاد الشام منذ قديم الزمان.
إن منطق الأمور يقودنا إلى قناعة هامة أن اختيار الموقع تم بعد دراسة للمنطقة بأسرها ولظروفها ومعطياتها الطبيعية و الجغرافية حتى تحقق البلدة دورها وأهدافها وإلا لأنتهى أمرها ، واندثرت معالمها كبقية المواقع التي فقدت أهميتها من الزمن.
ولكن الذي حدث كان عكس ذلك تماماً ، فقد تزايدت البلدة مع الزمن حتى أصبح لها شأن ومكانة كبيرة ، وأصبحت مدينة تلعب دوراً هاماً لا يقل عن الأدوار التي تلعبها شقيقتها من المدن الفلسطينية الأخرى .
من الضروري التعرف على البعد الجغرافي الذي تحتله بيت حانون، وذلك لأن الإطار الزماني لا يكتمل إلا بالبعد الجغرافي أو ما يعرف بالإطار المكاني.
تقع بيت حانون على بعد 7 كيلو مترات إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة ، ويحدها من الشمال قرية دمرة ، ومن الشرق قرية نجد التي تم احتلالها عام 1948 ميلادي ، ومن الجنوب جباليا ومدينة غزة ومن الغرب بيت لاهيا ، و هي ترتفع عن سطح البحر الأبيض حوالي 50 متر .
ويعتبر موقع بيت حانون موقعاً متميزاً حيث يقع بشمالها معبر بيت حانون الذي يعتبر المعبر الرئيسي الذي يربط قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 .
وتعتبر المسافة بين بيت حانون والقرى المجاورة كالتالي:-
من بيت حانون إلى قرية نجد في الشرق تقدر المسافة بحوالي 7 كيلو متر.
من بيت حانون إلى قرية دمرة في الشمال تقدر المسافة بحوالي 4 كيلو متر.
من بيت حانون إلى قرية دير سنيد في الشمال تقدر المسافة بحوالي 5 كيلو متر.
من بيت حانون إلى قرية هوج تقدر المسافة بحوالي 9 كيلو متر.
من بيت حانون إلى بيت لاهيا في الغرب تقدر المسافة بحوالي 4 كيلو متر.
من بيت حانون إلى مدينة جباليا في الجنوب تقدر المسافة بحوالي 4 كيلو متر .
وتقع جميع هذه القرى ضمن قضاء غزة والذي يحده شمالاً وادي صقرير الذي يقع بين قرية اسدود في الشمال ويبنا في الجنوب ومن الشرق الخليل ، ومن الجنوب الشرقي بئر السبع ، والحدود المصرية من الجنوب ، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط.
أما في الوقت الحاضر وبعد نكبة عام 1948 ميلادي ، أصبحت حدود بيت حانون من الشرق والشمال خط الهدنة أو ما يسمى بالخط الأخضر .
أما الموقع على سطح الكرة الأرضية فتقع بين خطي طول 34-35 شرقاً، وخطي عرض 31-32 شمالاًُ