تدور أشعار أبي القاسم في إطار أكثره من هذه التجارب
: الحب اليائس
الذكريات الطليّة
العذاب النفسي
التأمّل الكوني
الانحطاط الاجتماعي
وليس في تاريخ الشعر العربي شاعر عبّر عن حياته بصدق
وتمثل في شعره ما كان يجول في كيانه الداخلي والخارجي
مثل أبي القاسم.
فهو لم "يتعمّد" قط أن يكون شاعراً
وإنما ساقته تجاربه سوقاً نحو هذا الفن
وهي التي ألهمته كلّ ما قاله
ولم يُضِف إليها شيئاً من عنده.
فقد ظهر حبه العميق
المفرط في عمقه
على سطح كلّ بيت شعر كتبه
وكل قصيدة قالها.
وبدا للناس شفّافاً، لمِا يتسم به من طلاوةٍ وصفاء وطهارة
:أيها الحب أنت سِـرُّ بلائـي وهمومـي، وروعتي، وعنائي
وتبلغ رقته قمتها، عندما يخاطب التي يحبها:
أنتِ ما أنتِ؟
أنت رسمٌ جـميلٌ عـبقـريّ من فنّ هذا الوجود
أنت روحُ الربيعِ تختال في الدذـ
يا فـتهـتـزُّ رائعـاتُ الورود
وتهبُّ الحياةُ سكـرى من العطـ ر
ويدوي الوجودُ بالـتغـريدِ
كلما أبصرتْكِ عـينـايَ تَمْشِّين بخطـوٍ مـوقّع كـالنشـيـد
خفق القلبُ للحياة ورفّ الزهـ رُ في حقلِ عـمريَ المجـرود
وانتشتْ روحي الـكئيبةُ بالحبِّ وغـنّتْ كالبـلبـلِ الغـريـد