يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )





إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-19-2013, 01:53 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي البعنة - عكا


البعنة

الحاج محمود علي بكري يشتاق إلى بيادر البعنة وحناطير عكا وحياة الناس البسيطة

الحاج محمود علي بكري يشتاق إلى بيادر البعنة وحناطير عكا وحياة الناس البسيطة
(حلقة 1/2)
لا أدري، لماذا تأخّرت إلى هذا اليوم دون أن أجري معه هذا اللقاء، وكنت كلما أصادفه أسأل نفسي نفس السؤال، وأقتنع أكثر بأنني يجب أن أحاوره ضمن هذه الزاوية، كيف لا وهو من الشخصيات البعناوية القليلة التي بقيت وفي جعبتها الكثير من المخزون الوطني ومن الضروري توثيقه للحقيقة والتاريخ، وهو من الشخصيات البعناوية التي تكتسب ودّ واحترام الناس تقديرًا لجهوده في إصلاح ذات البين إذا اختلف أو تخاصم اثنان في القرية.
ربما من باب الحرج لم أقدم في الماضي على إجراء هذا اللقاء معه لأن آخر اسمه الثلاثي مرتبط بنفس آخر اسم كاتب هذه السطور. ولكنني قهرت هذا السبب وقررت بالإيجاب، من باب حرصي على توثيق السيرة الشخصية لخالي محمود بكري (أبو علي)، فكان هذا اللقاء الذي ننشره في حلقتين.
وِقْعَت الحيِّة قُدّامْها من سقف البيت القديم وهي تْرَضِّعْ الولد
إنه الحاج محمود علي بكري 74 عامًا (أبو علي). في بداية الجلسة، قلت له: قدّيش عمرك ع زيادة يا بو علي؟... قال بابتسامته التي لا تفارق وجهه: بشهر 12 بطبُقْ الـ74... قلت: كيف بْتِعرِفْ تاريخ ميلادك الكامل وبهذاك الوقت ما كان تسجيل دقيق؟... أبو علي: خْلِقت في البعنة بتاريخ 2-12 سنة 1937، عندي ورقة نفوسْ بإمضاء مختار البلد حسين الحج بدران هو اللي كان يسجِّل لولاد اللي بتولد وينزل يصادق عليهن بالمحكمة.
قلت: من وين نبدأ يا بو علي؟ ... أبو علي: زوجة أبويْ الأولى كانت فاطمة بنت حياة قاسم بكري، وخَلَّفْ منها بنات ثنتين، زهرة وسعيدِة، وولاد ثنين شاكر وسعيد. مرّة وهي تْرَضِّعْ سعيد في بيتهن القديم، كان سَقْفُه من خشب وطين، وإلا حيِّة وِقْعت من السقف قُدّامها، طِلْعَتْ تُرْكُض وِتْصَرِّخْ، ومن الرعْبِة مِرْضت وماتت، بعدين شاكر وسعيد ماتوا وهنِّ صغار وبِقي لأبويْ بسّ سعيدة وزهرة، بسّ ظلّت الناس تنادي على أبويْ (أبو شاكر) لفترة طويلة بعد ولادتي من زوجْتُه الثانية حنيفِة (إمي) الله يرحمها.
إجَتْكوا حنيفِة لا قُدّامها ولا وراها
قلت: طيّب وبعدين أبو شاكر تْزوَّج طبعًا؟... أبو علي: أبويْ كان عِنْدُه دُكّانِة وحالتُه المادِيِّة مْنيحَة، أجا قال لَعمّي محمد حسن بكري أخو أبويْ لِكبير إنُّه بَدُّه بنت من دير الأسد، وفعلاً طِلْعوا طُلْبوا إيد البنت، بعد فترة طِلعوا عشان يِعِقْدوا العقد، بَسّْ قَرَّبوا عالبيت سِمِع أبويْ إمّْ العروسْ بِتْقولْ لَبِنْتها: إسمَعي تَأقُلِّك، هذا العريسْ مِتْحيِّن وعِنْدُه دُكانِة وبِشِبْعِكْ، بُكْرَة بسّْ تتزوّجيه وتِتْمَكّني، بْتُضربي بِنتُه هايْ كَفّْ على قفاها والثانيِة كَفّْ على قفاها وبْتِصفى الدكانِة إلك لَحالِك، أجا أبويْ تَركْ الديوان وقال لعمّي إنُّه طالع مشوار صغير وراجع.... إلجماعة اسْتَعْوَقوا أبويْ، رِجِعْ عمّي قاعد بالبيت وحكى القصة واللي سِمْعُه، فات عليهِن أبوه لشوباس التيتي أخو سيدي مصطفى تيتي وبعد ما سِمِع شو اللي صار معهن بدير الأسد قال: بِتْدوْروا على الروبِة والروبِة بالبيت، إجَتْكوا حنيفِة لا قُدّامها ولا وراها... وفعلاً بنفس الشهر تْزوَّجْ أبويْ من إمي (حنيفِة).
في الصف الثاني كنت حافظ جداول الضرب عن ظهر قلب
قلت: إحكيلي عن طفولتك الأولى وشو بتتذكّر منها... أبو علي: لما كان عُمري سنتين، كان عمّي محمد حسن بكري ساكن في عكا، أجا أبويْ قرر كمان ينزل على عكا يشتغِلْ وسكنا بعكا حتى النكبة سنة 1948. دخلت وأنا إبن سبع سنين صفّ البستان في المدرسة الوطنية على شط البحر عند الفاخورة، كان إسم مديرة المدرسة (السِتّْ إنعام) ما كان تحديد للأعمار لدخول البستان، يعني حياة صالح بكري كان أكبر منّي بأربع سنين وبْنفس الصفّ. في الصفّ الثاني انتقلنا على مبنى المدرسة الحكومية اللي صار فيما بعد بيت علي ادريس تيتي، كمان قريب من (الغربي) عالبحر. كان التعليم بكثير أفضل من اليوم، مثلا في الصف الثاني كنت حافظ جدول الضرب حتى الـ12 عن ظهر قلب، اليوم طلاب الجامعات مش حافظين جداول الضرب.
راح أبويْ لَقَّطْ وْلاد عَمتي شُقَفْ شُقَفْ لَحْمِة عن الشوك
قلت: وشو اشتغل أبوك كمان بزمان الإنجليز؟... أبو علي: أبوي كان موظّف إضافي في البوليس البريطاني ومعاشُه 27 ليرة فلسطينية، ويوم ما خلق سعيد أخويْ بعكا، أجا من الشغل مبسوط لأنُه رَفَعوا معاشُه بليرتين وصار يوخذ 29 ليرة وكانت الفرحة بفرحتين. كنت أرافق أبويْ على الشُغُل، مرّات يناوب في مركز بوليس الناقورة ومرات في مجد الكروم. ومن مهامّ شُغلُه، كان مسؤول عن حوادث إنفجارات الألغام بِالرِعْيانْ والناس من مُخَلَّفات التدريبات العسكريِّة، كان أبويْ لما يصير إنْفجار يوخُذ قَرْطَلِّة معاه ويِطلَع يِلَمْلِمْ لحم الناس عن الشوك. مثلاً: ولاد عمتي فاطمة محمود وحمد، فَقْعَتْ فيهن قُنُبلِة وراح أبويْ لَقَّطهِن لَحْمِة شُقَفْ شُقَفْ، كمان حياة حمد إبن ذياب النيص تيتي فقعت فيه قنبلة ومات عالمَحَّلْ.
إلإسلام والمسيحيِّة كانو يحتفلوا بمولد النبي وراس السنة سوى
قلت: إحْكيلي كيف كانت حياة الناس قبل النكبة وعلاقتهم مع بعض؟... أبو علي: أقُلّكْ، رغم الفُقُرْ كانت حياة الناس عزمن الإنجليز أحسن من اليوم بِكثير، إليوم بِتْشوفْ السيارات والعمارات واللباس الجديد، لكن إذا بِتْعطَّلْ الواحد شهر عن الشغل بِتلاقيه مَديون ووضْعُه يُرثى له. البعنِة بالـ48 كانت أقلّ من 500 نفر، إلها أرض ألوف الدونمات، هذا قبل المصادرات وقبل قيام كرميئيل على أراضي البعنة. بهذيك الأيام ما كنّا نِعرفْ المسيحي من المسلم ولا نسمع بالطائفية بالمرَّة. بذكُر إحْتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف واحتفالات عيد رأس السنِة الغربي في عكا، كانو المسيحيِّة والإسلام يِحْتِفلوا سوى ويُرُقصوا سوى. كانت الاحتفالات تصير في ساحَة مساحتها عشرات الدونمات قُربْ مقبرة الإسلام في الطريق على حيفا، تِتْجَمَّعْ الناس فيها بِالألوف، وييجوا عشرات الشعراء من كل فلسطين وحتى شعراء لبنانيين، بذكُر منهن أبو سعود وأبو غازي، الريناويِّة، الحِطّيني وغيرهِن، ويُنُصْبوا صفّْ حَوَلّوم كبير، ويْصيروا الشعراء يِتحاوروا ويِتْبارَزوا. إللي كان يِلْفِتْ النظر، كانو يْحُطّوا كراسي في الساحة، ومن قُدّام يُقُعْدوا المشايخ والخَوارْنِة، ولما تبدأ الحدادي يِنْدَعو رجال الدين عشان يِنزَلوا على صفّ الحوَلّومْ، يْصير الشيخْ يِشِدّْ بالخوري والخوري يِشِدّْ بالشيخ على أساس مين اللي يِوَقِّف على راس الصفّْ، إن وِقِفْ خوري، يْدور الصفّْ دورَة، ييجي الخوري يِعطي للشيخ الدورَة الثانيِة على راس الصفّ، وتهتف الحَدّايِة (سيف الدين الحج أمين)، نسبة للقائد الفلسطيني الشيخ أمين الحسيني، بعدين يِرجعوا رجال الدين يُقُعدوا عالكراسي وتستمر الاحتفالات.
مِشي صفّ الحولّوم من شارع بيروت ولَفّْ بكل عكا
وتابع أبو علي: بَذكُر وأنا عُمري سَبْع سنين يوم عُرس حسن بكري وياسين بكري بعكا، شارك في العُرسْ ألوف الناس، حفلات وحدادي بِحضور سِتّْ حدّايِة على الأقلْ، يومْها مِشي صَفّْ الحَولّوم بِشارِع بيروت من محطِّة الوقود اللي عند شاطئ الأرغمان (اليوم)، حتى محطِّة وقود رياض الخازن قرب إيجد (اليوم)، وكَمَّلْ الصف لعكا القديمِة، للغَربي على شاطئ البحر، حتى بُستان دار شوباش بعد مركز البوليس في شمال عكا، هناك كان الغذاء جاهز وكُلّ الناس أكلت وشربَتْ. هذا العُرس ما صار مِثْلُة بهذاك الوقت، حتى اشترْكَتْ فرقِة دَبْكِة من الجيش الأُردُني (أبو طَنْزوعَة).
كمان بَذكُر شركة تَكْسِيّاتْ (العَلَمينْ) حيفا عكا بيروت، كإنّي شايِفْها إسّا، لونها إسود زَيّْ الليلْ بْتِلْمَعْ، على الجْناحْ عَلَمْ من هون وعَلَمْ من هون، كانت تِطلَع الناس في التَكسِيّات يِسْهَروا في بيروت ويِرْجَعوا.
كنت الولد لِمدَلّل
قلت: يَعني كانت حياتْكو كُلّْها بعكا؟... أبو علي: أنا تْعرّفت وشُفت هاي الحياة لأني كنت مْدلَّلْ ووين كان يِروحْ أبويْ كنت أروحْ معاه، يِطْلَعْ عالبعنِة يوخُذني معاه، حتى على مركز البوليس عالشُغُل أروح معاه. بَذكُر كنا نِطلَعْ عدير الأسد عِند حياة فيّاض الدَغْدوغْ، عند حياة محمود الذباح (أبوه لمازن الذباح)، صِحْتُه منيحَة، أما لما يِضحَكْ فِشّْ أخفّْ من دمُّه، ييجي يْقُللي: تعال يا إبني أُقْعُد حَدّي ويْصير يِسألني بِجَداوِلْ الضرب، بسْ أجاوِبْ، يِطَبْطِبْ على ظهري ويْقُللي بْراوْ عليكْ، كان أبوي صحاب مع كل لِخْتْيارِيِّة، نروح عند حياة قاسم الدّادا، عند يوسف الياسين، عند حسن لِحسين، عند إحمد عباس، عند العبد بكري وغيرهِن. نِرجع عالبعنِة، نْروح عند مُختار دار بدران حسين الحجّْ، عند رشيد الحجّْ (أبوه لأبو راجح)، عند حياة علي العريان، عند حياة محمد العابد، كان أبوي صحاب مع كل الناس.
ضربوا مصفّحة لليهود وقتلوا أربعة
قلت: يعني كنت مدلّل وما اشتغلت بطفولتك مثل لِولاد؟... أبو علي: لأ، كنت صغير، قبل المُناوشات (النكبة) بِشْويّْ، بذكُر وأنا بالصفّ الثاني كان عِنّا ثلاث أربَع عنزات شامِيِّة في عكا، لما كنت أروِّح من المدرسة أروح أراعي العنزات قرب محطِّة بنزين (رياض الخازن اليوم- حدّْ محطِّة إيجد)، من محطِّة البنزين وللشمال شويّْ، حضرت معركِة بين الثوّار واليهود.. شُفتْ بْعينيّْ، كانت مْصَفَّحَة لليهود مارْقَة في طريقها لنهريا وللبنان، سَبَّقولها الثوار، كانو عاملينْ حالهِن عُمّال كهربا، وضربوا لِمصفَّحة بْقُنُبلِة وقَلبَتْ بالمرّْ ويومها قَتلوا أربعَ يهود فيها. وبذكُر بنفس الفترة لما أجوا وفجّروا السجن في عكا من جهة جامع الجزّار، وشُفت المساجين وهنِّ يهُربوا بملابس السجن، يِشْلَحوها ويِرْموها بين القمح، بذكُر قسم من المساجين أجوا عند دار عمّي محمد الحسن اللي استشهد على سور عكا وأخذوا ملابس من عندُه.... وتابع أبو علي وقال باعتزازْ: حياة عمّي محمد كان قبضايْ وكريمْ ومعروف في المنطقة، بيتُه كان مفتوح للفلاحين ولعابري السبيل وللضيوف، كان فارِشْ هالِفراش قُدّام البيت، وكل ليلِة ينام عِندُه مش أقل من 15 شخص، منهن اللي كانوا يشتغلوا وما يِقدروا يروّحوا على بيوتهن بسبب المواصلات... بذكُر صارت نُكتِة مع حياة محمد قاسم بكري (أبو خالد)، كان يِشْتغِل بْكُرْدانيِة. مُقابل دار عمّي محمد كان ساكن واحد إسمُه عوكل وعِندُه على السطح عريشِة داليِة، طِلِع أبو خالد نام تحت العريشِة بدون ما يقول لحدَى، ثاني يوم راحوا جماعْتُه عالشغل، بس أبو خالد ما أجا عالشغل. بعد ما روّحوا من الشغل، نِزِلْ أبو خالد عن السطح يِتْجبَّد مْفكِّر الدنيا الصبح، بِقول: شو ياااا يالله عالشغل، ضِحكوا وقالولُه إنتي صرلك نايم 24 سيعة.
عكا عاصمة الجليل
قلت: عكا كانت مركز مهمّ بالمنطقة؟... أبو علي: باعتقادي، عكا كانت عاصمة الجليل، كانت كل الاحتفالات والمناسبات لِكبيرِة تصير بعكا. يعني مثلاً، بْفُرصِة المدارس كل الطلاب من صفد ولَجايْ ييجوا يِصَيْفوا بعكا، كانت المهرجانات الرياضية تصير في ملعب كرة القدم قُدّام محكمة الصلح العتيقة جُويِّة البوابِة وكل الاحتفالات تصير فيها، الناس تتجمهر على ظهر السوق وتِتْفرَّجْ. هذا الملعب كان يستقبل فرق كرة القدم من كل المنطقة. وكنّا نحضر أفلام مصريِّة في سينما الأهلي وسينما البستان. السوق العام في عكا القديمِة كان يشتغل 24 سيعَة، ليل ونهار السوق عامِر والناس بْتُنْغُل نَغِلْ، إلمشاوي والمطاعِمْ والقواهي شَغّالِة. كانت الناس من كل المنطقة تنزل تِتْسَوَّقْ من سوق عكا من الخُضرَة للملابس للحلو. كان في وقتها باص واحد يِطلَع من الرامِة ويرجع بآخر النهار وكمان باص لدار الذباح في دير الأسد يُنقُل رُكّاب.
أحلى شَمّاتْ الهوى كانت عالحناطير لتلّْ الفُخّارْ
ما كنت تشوف بعكا جوّا سيارات، كانت وسيلِة النقل الرئيسية حناطير على الخيل للنقل ولشَمّات الهوى، كانوا يِزيْنوها أحسن من التاكسي. بأيام الربيع، يوم يوم، كل الناس تِطْلع تشمّ الهوى في تَلّْ الفُخّار (مكان الـ هوم سنتر اليوم – مكاتب الداخلية)، كانت هناك سهول مزروعة بالخسّْ والخيار والفَقّوسْ والبقدونس والفجل وكل الخُضار، تْشوف طابور من الحناطير تِستنّى بالناس، هناك تُقعُد الناس يِعملوا التبولِة ويِغنّوا ويُرُقصوا زيّ تقول عْراسْ وما في أحلى من هيك.
حياة أبويْ مَرّات كان يِلَحِّمْ، يِذبَحْ هالذبيحَه كل جُمْعَة مَرَّة، وأروحْ معاه على بستان (لِعْجامْ) قرب عينْ السِتّْ، يقولوا إنه إسْمُه هيك نسبةً للإيرانيين اللي كانوا ساكنين هناك، نْبيعهن الذبيحة ونْفوت عالبستان نْمَللي السلالْ بالرُمّان.
حياة عباس تيتي كان حلاّق القريِة وبنفس الوقت يِقْلعْ سْنان
قلت: العادات كانت تْقرِّبْ بين الناس؟... أبو علي: كانت الناس تساعد وتِسنِد بعضها، يعني بموسم الحصيدِة، إذا واحد خَلَّص شغل يروح عند جارُه حامل ظُمِّة قمح ويرفَعها ويقول: شْمالَكْ يابو فلان، ويبدأ يُحصُد معاه، يِخَلّْصوا سوى ويرَوْحوا عالبيت سوى.
في البعنة كان حياة عباس تيتي حلاّق القريِة وبنفس الوقت يِقْلعْ سْنان، كان عِندُه قطعة زيّْ الزُرّادِيِة يسمّوها (كَلبِة) وهاللي توجَعُه طَحونْتُه يروح عند عباس يِمْسِكها بالكَلبِة ويِقْلَعها. إلناطور كان إحمد الرورَشْ (عساف)، بَعْدُه أجا حياة سْعيدْ سْعيدْ، والمُختار كان حسين الحجّْ وبَعْدُه أجا أحمد نمر بدران وابراهيم بشارة خوري، وكان واحد إسمُه راعي العَجّالْ اللي كان يِراعي بْدَوابْ وطَرشْ البلد، والدَرّاسْ اللي كان يُدرُس الحصيد للفلاحين كلهن.
كانت العادِة قبل ما تْروح الأرض والناس عايْشِة على لِفلاحَة والطَرشْ، في موسم الدْراسْ عالبيادر أو بمعصرة الزتون، كانت أُجرِة الناطور والمختار والحلاق وراعي العَجّالْ، بحسب المُتّفق عليه، كل واحد منهن يجيب معاه شْوالْ عالبيادر ويوخُذ من كل فلاح، إما صاع قمح أو صاع عدس أو سمسم (هالموجود) وإما في موسم الزتون ييجي عالمعصرة يوخُذ رطل زيت أو مِدّْ زتون (المِدّْ هي وحدة وزن كانت مستعملِة بهذاك الوقت).
حَلَلو يا دَرّاسينْ
وتابع أبو علي وهو مُبْتسِم وقال: يعني والله كانت أيام حِلوِة، كان كل إشي عالبَساطَة. مثلاً موعِد (الحَلِّة) يعني انتهاء العمل بالدْراسْ عالبيادر في آخر النهار. عِنا في البعنِة البيادر كانت كْبيرِة حَدّْ كنيسِة القديسِة بُرْبارَة، كان واحد من البلد يِراقِبْ ظلّْ الكنيسِة، تَتْصير (الفَيِّه) يعني الظلّْ على علامِة مُتَّفَقْ عليها على الحجَر، عَلامِة لَحَلِّة الظُهُر عشان يِسْقوا الدواب ويِسْبَحوا، بذكُر كنا نْروح على البِركِة بنُصّْ البلد نِسقي الدواب ونِسْبح، وبفضل هاي البركة كانوا ولاد البعنة وولاد دير الأسد سَبّاحينْ مْناحْ. وعلامِة ثانيِة لَظِلّْ الكنيسِة كانت لَحَلِّة العَصرْ، الشخصْ الأوّل اللي كان يِشوفْ العلامِة وَقتْ حَلِّة العصر كان يِصيحْ للي بْجَنْبُه: (حَلَلو يا دَرّاسينْ)، والثاني يصيح للي بجنْبُه (حَلَلو يا دَرّاسينْ) ومن واحد لَواحَدْ يِعِرفوا كل الدراسين إنُّه الشُغُل اليوم خلص وحانْ وقت الحَلِّة والرَواحْ عالبيت.
العَجّال والعَمّالْ وْالداشْرِه
قلت: منيح نْحافِظ على مُصطلحات وكلمات باللهجِة العاميِّة... أبو علي: هذا صحيح، يعني مثلاُ كان في القريِة القديمِة ما يُسمّى بـ (العَجّال والعَمّالْ وْالداشْرِه) العَجّال البَطّالْ يعني البقر والطرش اللي مْنستفيد من خيرُه ولا يُستغَلّ للحراثْ، والعَمّالْ يعني العِجِلْ أو الدابِّة اللي بْتُحرُثْ الأرض وِالداشْرِة تعني الخيلْ لأنها كانت دائمًا تُهرُبْ من الراعي وما يِقْدرْ يِلْحَقْها.
معاك خبر يا حسن بكري إنُّه دار بدران قَلَعوا مساكب دار بكري؟
قلت: لكن كان تنشأ خلافات بين الناس والعائلات؟... أبو علي: صحيح، ولكن حتى هاي الطُوَشْ ما كانت تِتْعدّى العصا والحجر، ولمعلومَكْ إذا كان في طوشِة وبِقَعْ شخص عالأرض ما كان اللي مُقابْلُه يكمِّلْ بالقتال أو يِرفع إيدُه عليه. لكن هون في ضرورة نِحكي عن سياسة فرِّقْ تَسُدْ اللي كانت تتبعها بريطانيا في زمن الإنتداب ومارستها إسرائيل من بعدها. بذكُر كان في مصانع الإنجليز يِشتغلوا فيها عرب ويهود وفيها لجان عمال تْدافع عن حُقوقْ العمال. إدارة المصانع صارت تِتْضايَقْ من وِحدِة العمال العرب واليهود. وحتى يِخِلفوا العرب واليهود، ييجوا الإنجليز في حيفا يُقُتلوا عامل يهودي ويِرْموه بحارة العرب، أو يُقُتلوا عربي ويِرموه بحارة اليهود، وِتْقوم لِقيامِة بين العرب واليهود ويِضِعفوا نشاط لجان العمال بهايْ الطريقة.
في البعنة كمان، شافت السلطة إنُّه الشيوعيي إلهن نفوذ كبير ويِحَرّْضوا الناس للدفاع عن الأرض ولقمة الخبز، صاروا بدهن يزرعوا فتنة ويبِعدوا الناس عن الشيوعيين... قاموا اخْتَلقوا طوشِة بين عائلة بدران وعائلة بكري، بعد ما خلصت الطوشِة، كالعادِة أجا البوليس اعتقل عشر اشخاص من دار بكري وعشرة من دار بدران وحبسوهن في مركز مجد الكروم في غرفِة وحدِة بقصد يتقاتلوا بالسجن. من بين المعتقلين كان الشيوعي البارز حياة حسن بكري. كان في وقتها موسم الدخان وعلى رْباعْ البركِة مَساكِبْ دُخان (مَشاتِل) لأهل البلد (فيها أشتال الدخان قبل زرعها في السهل ولكل عائلة مساكبها الخاصة على مساحة من الأرض). أجا ضابط البوليس أبو خضر بعث قطروز من قطاريزُه وقَلَع مَساكب دار بكري لتأجيج الخلاف ويُضرُب الشيوعيين وخاصة في دار بكري كانت نسبة الشيوعيين كبيرِة. فات أبو خضر على السجن وقُدّام المعتقلين من العائلتين قال لحسن بكري: (معاك خبر يا حسن بكري إنُّه دار بدران قَلَعوا مساكب دار بكري؟)... ضِحِك حسن وقال لأبو خضر: (مش دار بدران اللي قَلعوا المساكب، إنتي اللي قَلَعتها عشان تِخْلِفنا)... حِمِقْ أبو خضر واحْمَرّْ وِجْهُه وقال: (أنا ضابِط بوليس كيف بْتِتهمني إنّي بَقلع مساكب؟)... ردّْ عليه حسن بكري وقال: (مِشْ إنتي شخصيًا، إنتي بعثت زُعرانَكْ وقَلعوها عشان تخلفنا وتزيد الخلاف بين العائلتين)... طِلِعْ أبو خضر من الغُرفِة غَضبانْ، قاموا المحابيسْ من العائلتين وسَلَّموا على بعض واصْطَلَحوا.
طبعًا كمان طوشِة البعنِة ودير الأسد بالستينات كانت على نفس الخلفيِّة ورَواها حنا ابراهيم في زاوية ذاكرة وطن في الحقيقة وبعد ما انشغلوا أهل البلدين بالطوشة صادروا أرض البعنة ودير الأسد ووضعوا حجر الأساس لمدينة كرميئيل على أرض البلدين.







رد مع اقتباس
قديم 04-19-2013, 10:32 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو ايهم السراحنة
المدير العام
 
الصورة الرمزية ابو ايهم السراحنة
إحصائية العضو






 

ابو ايهم السراحنة غير متواجد حالياً

 


افتراضي








رد مع اقتباس
قديم 04-20-2013, 01:30 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


علَّم الأجيال في البعنة ومجد الكروم وحيفا، وكان معروفاً بالمعلِّم الحازم في عقابه لطلابه. كانت إلو هيبِة بِتميَّز فيها وشخصيّة قوية، ويا ويلو اللي يعلَقْ من الطلاب.. كان يوكُلْ مِنّو فَلقَة منيحَة، ورَغم هيكْ نال الاحترام والتقدير من الأهالي ومن الطلاب.
الأستاذ غصوب نجيب خازن (أبو رياض 77عاماً) من قرية البعنة وحالياً يِسكُن في حيفا. أصرّْ أن ألتقيه في مطعم السنديان على قِمِّة جبل الكرمل في حيفا بقوله: القعدِة بدها تْطول ولازم تكون مُريحَة.

كنت أروح عَ المدرسِة حامِلْ محفظة وِبْقَلبها لوحْ صغير وقَلَمْ حَجَرْ وِكْتابْ قِراءَة ودَفتَرينْ ثَلاثِة

قلت لابو رياض: إحْكيلي عن طفولْتك وكيف كْبِرتْ تعلّمت.. قال: خْلِقتْ في البعنِة واتعلّمت في المدرسِة الابتدائية في البعنِة (كانت في المعصرة ببيت حنا الياس)، علّموني أربع معلّمين: المدير عيسى الصالح من الرامة، والاستاذ توفيق الماضي من إجْزِمْ، والاستاذ نمر اسماعيل تيتي (أبو حسن) من البعنة، والاستاذ ستر الله من الكابري.
كنت أروح عَ المدرسِة حامِلْ محفظة تِعْمَلها إمّي زَيّْ (المُخلاةْ)، وِبْقَلبها لوحْ صغير وقَلَمْ حَجَرْ، وِكْتابْ قِراءَة، ودَفتَرينْ ثَلاثِة، بَذكُر من ولاد صَفّي عبد العزيز أمّون وعبد الرحمن وعبد المجيد من دير الأسد ومحيي الدين علي من البعنِة. في الصف الخامِسْ انتَقَلتْ على مدرسِة انجليزيِة في حيفا إسِمها (سانت لوكسْ)، كان التعليم بِالإنجليزي، ومِنْ جُمْلِة لِمعَلّمين كان سامي جَرايسي وإميلْ حبيبي، وبعدها انتقلت لمدرسِة السيلزيان للصف الثاني عَشَرْ.

وَقَّفْ نوحْ إبراهيم على قُصِّة بيتنا وصار يقول: تَعيشْ المرأة العربيِة إسلام ومسيحيِّة

قلت:شو كمان بْتُذكُرْ بِطُفولْتَكْ يابو رياض؟..قال:هَذيكْ المَرَّة ذَكَّرني إبن صَفّي محيي الدين علي (أبو محمد) بِالشاعِرْ نوحْ ابراهيم لَمّا إجا عَ البِعنِة سِنة الـ37. كان عُمري سبعْ سنينْ وبَذُكْرو مْنيحْ مْنيحْ.. كان عُمْرو 25 سِنِة وإلو لِحْيِه سودَة، أجا عِنّأ ودَعينا كُلّْ البلد.. وَقَّفْ عِنّا على قُصِّة البيتْ وصار يدعو للثورَة ضد الإنجليزْ وكان يِقول:

تَعيشْ المرأة العربيِة إسلام ومسيحيِّة
باعَتْ لي أساوِرْها وِاشْتَرَتْ بُنْدُقِيِّة
كُنتْ قاعِد بين الموجودينْ وْعَدِنّو الإشي إسّا قُدّامي، في الثورَة كانوا كثار من البعنِة مثل: ابراهيم الياس (أبو حنا)، ومصطفى بكري، وعادل نجيب خازن وغيرهِن، كانو يِنزَلوا على مجد لِكروم يُضُربوا على الكامب ويِرجَعوا.... وكان الجُمهورْ يِعيدْ مِنْ وَرا نوحْ ابراهيم، وبَذكُرْ مِنْهِنْ إحمد طلال بدران وأخوه محمد (محمد كان من لِكبار في البلد وطِلِعْ عَ لبنان بعدين)، ومحيي الدين محمود علي.

مونتجامري احتلّْ بيتنا وقَعَدْ فيه مع جْنودو

بعد الاجتماع تْعَشّو نوح ابراهيم وجَماعتو عند سيدي نمر خازن موسى. بعد يومين أجا قائِد الجيش الانجليزي في الشمال (مونت جامْري) - اللي كَسَرْ الألمان بعدين في الحرب العالميِّة الثانيِة-، وسلّموه مسؤوليِّة قمع الثورَة الفلسطينية في الشمال. أجا مونت جامري وسألْ أبوي: ليشْ إنتو مع الثورَة؟...قلّو أبويْ: إحنا اللي بيتنا مَفتوحْ في البلد وهذا واجبنا.
بعد أسبوع احتلّْ مونت جامري بيتنا وقَعَدْ فيه مع جْنودو... بَذكُرْ كان مَعهِن خنازير، يُضُرْبوا الخنزير على راسو ويِذبَحوه،..كانت تُمرُقْ طيارة الإسْتِكشاف من فوق بيتنا، وِاللي فيها يِلوّحوا بِمحرَمِة حَمْرَه، ويومها ضَربَتْ الطيّارَة صاروخْ على دير الأسد وقَتلَتْ واحَدْ من الثُوار.. وبعدين سْمِعنا إنّو نوح ابراهيم انْقَتَلْ بين شفاعمِرْ وطمرَة.
بَذكُرْ كمانْ في الـ39 كانت معركِة اللياتْ اللي استَشْهَدْ فيها محمد درويشْ (أبو علي) من البِعنِة، قالوا إنّو الطيّارَة ضَرْبَتْ عليه أزانْ وقَتلَتو.
فلسطين بلادنا وِالإنجليز كْلابنا

وتابع أبو رياضْ: بَذكُرْ وأنا بِالصف الثاني أجا على مدرسِة البعنِة قائد من الثوار إسمو لِصْفَحْ راكِبْ على حْصانْ، وصارْ يِحَمِّسْ بِالشباب ويقول:فلسطين عربيِّة.. وبعد ما راحْ أخذ بولص حنا بولُص طلاب المدرسة وداروا في البلد يِهِتفوا: فلسطين بلادنا.....وِالإنجليز كْلابنا.. بعدينْ دْريتْ إنّو الانجليزْ قتلوا لِصفَحْ بِوادي العمود

اليهود حَطّوا قُنْبُلِة كبيرِة في مطعم خالِد ابن الوليد بِشارِع الملوك وِانقَتَلْ يومها 25 واحَدْ

وتابع الاستاذ غصوب: بِنَفسْ السِنِة في آخر الـ47 بِدْيَتْ المُناوَشاتْ، وْحَطّوا اليهود قُنْبُلِة كبيرِة في مطعم خالِد ابن الوليد بِشارِع الملوك، وِانقَتَلْ يومها 25 واحَدْ مِنْهِن بسّام الخازِن اللي كان مدير مينا حيفا (والِدْ الصحفي المعروف جهاد الخازن في لندن).. وفي مطلع الـ48 سكّرت المدارس وهَرَبنا من حيفا وِارجِعت عَ البعنِة.
قلت:وكيف بِدي مشوارَكْ في التعليمْ؟..قال: بِسِنة 1950 عَلّمت في مجد لِكروم سِنتين، وانتقلت عَلّمت في البعنِة لَسِنة الـ62، بعده قدّمت امتحان في القنصلية الامريكية ونجحت، وسافرت على جامعة فلوريدا في أميركا واتعلّمت موضوع التاريخ. رجِعت في الـ66 وعلّمت في مجد الكروم، وكانت مديرِة المدرسة لِمعلّمة جورجيت أُكيان من الرامِة، وانتقلت كمان مرّة عَ البعنِة. وِبْنَفسْ السِنِة انتقَلتْ أشتغِل مدير مدرسِة في حيفا لـ 1995، وِطلِعتْ عَ التَقاعُدْ.

اللي كان يِضَبِّطْ التاءْ المَرْبوطَة مِنْ التاءْ المفتوحَة يِحُطّوه معلِّمْ

قلت: يعني مِشْ هْوَيِّن الواحَدْ يصير معلِّم؟.. قال: لأ مِشْ زَيّْ مَنْتي مْفَكِّرْ.. اللي كان بَدّو يصير مْعَلِّم كان يِعمَلْ امتِحانْ، إذا كان يِضَبِّطْ التاءْ المَرْبوطَة مِنْ التاءْ المفتوحَة يِحُطّوه معلِّمْ مِنْ الصف الأوَّلْ للسابِعْ.. بقى معاشْ لِمعَلِّم العربي نُصّْ معاشْ لِمعَلِّم اليهودي..بَذكُرْ أنا كُنت آخُذْ ثلاثينْ ليرَة في الشهر وِمعلِّم يهودي بَعِرفوا يوخُذْ سِتّين ليرَة. رغم كُلّْ هاذا التعليمْ كان منيحْ.

مَرّة في طالِبْ أصلو من شعب إسموووو...(بَلاشْ نْقولْ إسمو)...

قلت: كنت معلِّم قاسي والطُلاّب تخافْ مِنَّك وِالفَلَقَة اللي كنت تِعمِلها مَشهورَة!!.. قال:المَزْبوطْ الفَلَقَة كانت دايْماً حاضْرِة، كنت أعمل الفلقة عَ الإجْرينْ، والأهالي كانوا يوافقوني.. في واحَدْ بلا ذِكِرْ أسماءْ هَرَبْ من المدرسِة بين الزتون في الأصْعَة (أرض)، بَسّْ شافني صارْ وِجهو إصفَرْ ومِنْ الخوف عِمِلْها بِبَنطَلونو.
هاي الشِدِّة جابَتْ نتائج منيحة، وبَذكُرْ في الـ1968 حصلت البِعنِة على أعلى مُعَدَّلْ بِإمتحانات الثوامِن الحكوميِّة القُطريِّة. مَرّة في طالِبْ أصلو من شعب إسموووو...(بَلاشْ نْقولْ إسمو) أقُللو: أُقْعُدْ هونْ.. ما يْرُدّْ، قُمت قَتَلتو قَتْلِة منيحَة، وظَلّْ حاقِدْ عليّْ لَفَترَة طَويلِة، بَعدينْ أجوا إخِوْتو عَ المَدرسِة وقالولي: مِشْ لازِمْ تُضُربو هَالقَدِّ يا أُستاذ غصوب!!.. قُلتِلْهِنْ: هيكْْ بِطْلَعْ شاطِرْ وِمْرَبّى وبِبَطِّلْ يِعيدها.

إبن عمّي لبيب خازن راح اشتَرى بارودِة عتيقَة مْهورْبِة نوعْها (إفْ إمّْ fm )

وتابع أبو رياض كلامو وكأنو بِعيشْ هَذيكْ الأيام وقال: لما صارت التَحَرُّكات في الـ48 صارت الناس تروح عَسوريا ولِبنان تِشتري سلاحْ، ومِن الجُمْلِة بَتْذَكَّر إبن عمّي لبيب خازن راح اشتَرى بارودِة عتيقَة مْهورْبِة موديل (إفْ إمّْ fm )، وصار يِجَرِّبها في الشجرة، يِطُخّْ عَ الشجرة ..الرصاصَة تِصَلْ الشجرة وِتْوَقِّفْ مَحَلّها.
أنا كان معي بارودِة (توميجان) سريعْ الطَلَقاتْ.. كُنّا نْروحْ نُحْرُسْ في منطقة الليات حَدّْ مجد لِكروم مع جيش الانقاذ، وكان القائد علينا إسمو علّوشْ، ومَعو مَدفَعين جَبَليّات، ومعاه أكَمّْ جُندي من اليمن والسعوديِّة راخْيينْ اللِّحى ولابْسين شَنطاتْ.

الليلِة إنتي ونعيم الطالب وياسين بكري بِتناموا حَدّْ عامودْ الزَتون بِالسَقْعَة للصُبِحْ

بَذكُرْ مَرَّة كنت أحْرُسْ وكان معي ياسين بكري ونعيم الطالِبْ من البِعنِة، كانت الحِراسِة على أهل البلد بِالدورْ، وِاللي بُحْرُسِشْ كان عَلّوشْ يِبعَثْ وراه، ومن الجُمْلِة مَرَّة بَعَثْْ وًرايْ وقَللي: ليشْ ما جيت عَ الحِراسِة؟.. جاوبت:كنت مريضْ قال:الليلِة إنتي ونعيم وياسين بِتناموا حَدّْ عامودْ الزَتون بِالسَقْعَة للصُبِحْ.
ومرّة كنت واقِفْ مع جَماعَة حَدّْ بُوّابِة بولِصْ جنب بيت عيسى القُدسيِّة أجا عليهِن محمد حسن بكري (أبو حسن) حامِلْ بارودِة وِسمِعتو بِقولْ:مين مُستَعِدّْ يِروحْ معايْ نْفِكّْ الطوقْ عَنْ عكا!!، راحْ أبو حسن واستَشهَدْ وهو يْقاتِلْ على سورْ عكا.

كانوا يِطَعمونا نوعْ حبوبْ اللي كانوا يِقَدّموه لَلبَقَرْ زَيّْ الكَرْسَنِّة

قلت: وبعدين شو صارْ؟.. قال: آخر المطاف بعثَت إسرائيل الجيش لاحتلال الجليل.. جيش الإنقاذ انسَحَبْ في الليلْ بدون مقاوَمِة، وترَكْنا لَحالْنا عَ الليّات.. قُمنا تَرَكنا الحِراسِة ورَوَّحْنا عَ البيتْ. ثاني يوم فاتَتْ فِرْقِة مْدَرَّعات عَ البِعنِة، وطلبوا من الناس تِتْجَمَّع بين الديرْ وِالبِعْنِة، وكُلّْ واحَدْ عِندو سْلاحْ يِجيبو مَعاه، وطَلَبوا من أربَعْ أشخاص من البَلَدينْ يِروحوا يِمَللوا مَيّْ مِنْ العينْ وقَوَّسوهِنْ بين الزَتون.. وِباقي الناس شَرَّقَتْ نَواحي الرامِة، ومن هُناكْ حَمَّلونا في الباصات وأخَذونا على مَركِزْ بوليصْ نهلال، وكان كُلّْ واحَدْ يِنزَلْ من الباص يوكُلْ شَلاليطْ بِبَطنو بِوِجْهو وفي كُلّْ محَلّْ بِجِسمو.. حَطّونا بِخْيامْ (كيجات)، وكان الأكِلْ هُناك (جِلْمانِة) يعني نوعْ حبوبْ اللي كانوا يِقَدّموه لَلبَقَرْ زَيّْ الكَرْسَنِّة، يِعملوها شورَبَه مع شقْفِة خُبِزْ صغيرِة ويْقَدمولنا ايّاها..وقَعَدنا أوَّل يومين بَلا أكِلْ. بَذكُرْ واحَدْ من بَلَدنا..... بلا ذِكِرْ أسامي: صار يِصَرِّخْ وِيْقولْ يَمّأ بَطْني .. يَمّا بَطني.. بَدّي أموتْ من الجوعْ..بَعدينْ جابوا سيّارَة فيها خُبِزْ عَسْكَرْ، وصاروا يِرموا الخُبز من فوق الشريطْ، والمُعتَقلينْ هَجَموا عَ الخُبِزْ من الموت.

كان القَمِلْ في المُعْتَقَلْ مَلانْ بروسنا وِبْأواعينا.. تِرْفَعْ قَبِّة القميصْ تْلاقيها مَلانِة قَمِلْ..


صَفَنْ أبو رياضْ وهَزّْ راسو وقال: كانت أيام صِعْبه .... والله بَذكُرْ واحَدْ من كُفرِعْنانْ يا حَرامْ، كان يِصَلّي حَدّْ الشريطْ وِمْوَطّي راسو.. حارِسْ السجن فَكَّرو بَدّو يُهْرُبْ، قام طَخّو وْقَتَلو.
كُنّا قاعدين في خْيامْ بِعِزّْ الشِتا، ولَكُلّْ واحَدْ أعطو أواعي مْمَزَّعَة وِمْدَبَّغَة بِدْهانْ، عَلامِة الأسرْ. كانوا يوخْذونا بالنهارْ على الأشغالْ وِالمِغْرِبْ نِرجَعْ عَ المُعْتَقَلْ، وِاللي كان يِحاوِلْ يُهْرُبْ يِطُخّوه، نْظَلّْ طولْ النهارْ بَلا أكِلْ، ومن الجوع نوكُلْ خَرّوبْ.
كان مَعْنا في المعتقل أبو سعود وأبو غازي الأسدي الله يِرحمهِن يْصيروا يِحدو وِيقولوا شِعِرْ أشياء مُحْزِنِة، وِتصيرْ الناسْ تِبكي.
كان القَمِلْ في المُعْتَقَلْ مَلانْ بروسنا وِبْأواعينا، القمِلْ كان عِندْ الكُلّْ واللي بِقول غير شِكِلْ كَلامو مِشْ صَحيحْ، كنت تِرْفَعْ قَبِّة القميصْ تْلاقيها مَلانِة قَمِلْ..كل واحَد مِنّا راح عَ المعتقل بَلا لِحيِة ، رَوَّحْ بْلِحْيِة مْقَمّْلِة وأنا مِنهِنْ.

أشكُرْ مدير المُعتقل على المُعامَلِة الحسنِة.. من خَدَمْ وأكِلْ وراحَة

بآخر شهرين في المُعتقل سألوا مين من المعتقلين مِتْعَلِّمْ مُسْتَعِدّْ يِشتغِلْ في المكتَبِة.. قلتِلهِن: أنا بَعرِفْ أكتب وأقرأ إنجليزي.. ورُحت اشتَغَلت أنا وميخائيل الياس، وصُرنا نِطْبَعْ أسامي المعتقلين بِالإنكليزي. ومَرَّة وِصْلتْ رِسالِة مْعَنْوَنِة بْخَطّْ إيدْ مِنْ قائِدْ مَصري كان مُعتَقَلْ إسمو (سيف النصر جمال)، بُشْكُرْ قيادِة المعتقَلْ بِقول فيه أشكُرْ مدير المُعتقل على المُعامَلِة الحسنِة.. من خَدَمْ وأكِلْ وراحَة.

وانا في المعتقل في رَسائِلْ بيني وبين أخوي شُكري عن طريق الصليب لِحْمَرْ بَعِدني مِحْتفِظْ فيهِنْ لليوم

وتابَعْ أبو رياض:كنّا في المعتقل مِشْ عارفين شو مصيرْ أهلنا في البعنِة، وكمان في البلد مش عارفين مصيرنا. وانا في المعتقل في رَسائِلْ بيني وبين أخوي شُكري عن طريق الصليب لِحْمَرْ، بَعِدني مِحْتفِظْ فيهِنْ لليوم.
قلت:طيِّب وكيف الناسْ دَبَّرت حالها وبِقْيَتْ؟.. قال أبو رياض: يَعني الناس كُلّها عانَتْ من الفقر وِالتِشريدْ. حَكالي واحَدْ كان مع النازْحينْ في لِبنانْ إنّو شافْ واحد من عكّا بِقُلولو (العَكّي) طِلِعْ مع اللي طِلعوا عَ لِبنان.. كان يِوَقِّفْ مع اللاجئين بِالدورْ عَشانْ يوخُذْ الأعاشِة (الراشِنْ) من الصليب لِحمَرْ، هذا العكي كان أغنى واحَدْ بِعكّا، كان يِشتري كُلّ الزيت ولِحبوبْ من الفلاحينْ.

كان الفلاح اللي بَدّو يبيع زيتو وقَمْحو يِصادروا الغلِّة ويِشتروه بْرُبعْ الثمَنْ

وتابع أبو رياض:رْجِعنا من المعتقل وبِديت مرحَلِة الحُكم العسكري، كان ممنوع التَنقُّلْ من محلّْ لَمحلّْ إلاّ بْتصريحْ، واللي كان ضد سياسِة الحكومِة يُقْعُد بِالبيت بَلا شُغُلْ.. أهل البعنِة كانو يِشتِغلوا بِالمحاجِرْ ولِفْلاحَة، كانت حياة فُقُرْ، حتى الفلاح اللي بَدّو يبيع زيتو وقَمْحو يِصادروا الغلِّة ويِشتروه بْرُبعْ الثمَنْ.
أهل البعنِة كانو مْناضِلين والحزب الشيوعي مِتْرَئِّسْ.. أجو اليهود أعطوا أغلب الناسْ هويّات حَمرا مؤقّتِة، وبَذكُرْ الحزب الشيوعي بِقيادِة حنا نقّارَة رفَعْ دَعْوى وْدَفَعْ كُلّْ واحد من أهل البِعنِة ثلاثْ ليرات وِرْبِحنا الدعوى في محكمة العدل، وأخذنا هويّات زَرْقا.

يَعني إسّا بَدَّكْ تْبَكّيني وِتْْنَزِلّي دَمِعتي!!

قلت:كيف بِتْحِسّْ لمّا بِتشوف طُلاّبك وأهل بلدك اللي بِحبّوك؟..قال والغَصّة بْحَلْقو: شو بَحِسّْ!!!! يا زَلَمِة.... يَعني إسّا بَدَّكْ تْبَكّيني وِتْْنَزِلّي دَمِعتي!!... فتح الاستاذ غصوب دفتر صغير طالو من جُزْدانو وقَللي: شوف هون بَسَجِّلْ أسامي الناسْ اللي بَعرِفْهِنْ عَشان ما أنساهِنْ...هاذا إسم (محيي الدين محمد المحمود) بَعدو عايِشْ، وهذا إسم عبداللة محمد العابد وسعيد أخوه وعلي العابد اللي استشهد في الـ48، وخَواتْهِنْ نظميِّة اللي تجوّزت في فراضيِة، وعليا ونجيِّة...شوف هذا إسم نوح إبراهيم.
المزبوطْ اللي بَعّدني عن البعنِة لَحيفا الشغُلْ، ولِولاد.. صَرلي بحيفا أربعين سِنِة بَسّْ حنيني وحُبي للبعنِة وأهلها عايِشْ بِقلبي دايْماً.
15/02/2008






رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009