36-الاسيرة ميسرة ابو حمدية
لم يشفع العمر الستيني ولا الحالة الصحية المقلقة للأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية 62 عاما من سكان مدينة الخليل القابع في سجن رامون الإسرائيلي لسلطات الإحتلال من اعتقاله والحكم عليه حكماً قاسيا ومشدداً لمدة 25 عاما.
ويحمل الأسير ميسرة أبو حمدية عميد في جهاز الأمن الوقائي في رحلة حياته حكاية الثورة الفلسطينية المصلوبة يين الوطن والمنفى، فقد أعتقل عدة مرات في سجون الإحتلال في سنوات الستينات والسبعينات، وأبعد الى الأردن في عام 197، وعاد الى الوطن بعد اتفاقيات أوسلو معتقداً أنه وضع قدمه على أول إشراقات الدولة ، قائلاً وداعاً للغربة والشتات.
اعتقل ميسرة أبو حمدية بتاريخ 28 / 5 / 2002 خلال الإجتياحات العسكرية لقوات الإحتلال للضفة الغربية، وتدميرها لمقرات السلطة الوطنية وارتكابها المجازر وعمليات القتل الجماعي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
في قاعة المحكمة العسكرية في سجن عوفر، ظهرت النزعة الإنتقامية لدى قضاة المحكمة ، فلم يشفِ غليلهم إعتقاله لأربع مرات متتالية، و إبعاده عن أرض الوطن، فحكم عليه حكما قاسياً بعد إعلانه عدم الإعتراف بقانونية وشرعية المحكمة، ووصفها بأنها أداة لتكريس الإحتلال، وغاظ القضاة أكثر عدم وجود اعتراف من قبل أبو حمدية الذي سجل صموداً رائعاً في التحقيق رغم كبر سنه ومرضه.
لقد كتب عن أدب الأطفال وأهميته في مراحل النمو و التطور العرفي عند أجيالنا وضرورة اعطائه الأولوية من فبل كتابنا ومثقفينا موضحاً أن المدرسة في إسرائيل تركز على العنصرية والعداوة والكراهية للعرب في مناهجها التربوية ، ولكن أبو حمدية يقول نحن نركز في تعليمنا على التربية المدنية والحضارية ذات البعد الإنساني وهذا هو الفرق بين إنساننا الفلسطيني المتطلع الى الحياة الحرة المؤمن بالعدالة والمساواة وبين الإسرائيلي المشبع بأصوات العداء وكره الأخرين.
وبهذا الصدد اكد وزير الاسرى عيسى قراقع إن الوضع الصحي للأسير أبو حمدية صعباً للغاية فهو يعاني من عدة أمراض، ومكث فترة طويلة في سجن الرملة بسبب معاناته في نزيف حاد في معدته، وكان ينقل للمستشفى وهو مكبل اليدين والقدمين