أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى 'الأونروا'، موقعا الكترونيا جديدا متعدد الوسائط (السلام يبدا هنا) بهدف تسليط الضوء على معاناة ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها من خلال حملة دولية.
اللاجئون الفلسطينيون
هناك حوالي 4.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل لدي الاونروا – وكالة غوث وتشغيل اللاجيئين الفلسطينيين. (اقرأ التعريف القانوني للاجئين الفلسطينيين) اللاجئون الفلسطينيون هم الذين اقتلعوا من أرضهم وشردوا وأسرهم خلال حرب العام 1948. ثلث اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 58 مخيم معترف به. وتقع هذه المخيمات ، والتي تشبه أحيان الأحياء الفقيرة، في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية (مع وجود مخيما للاجيئين في القدس الشرقية)* بينما يعيش بقية اللاجئين الفلسطينيين في البلدات والمدن المجاورة لها..
ومنذ عام 1948 عانت مجتمعات اللاجئين من العنف والقمع التي تسبب في تفاقم الآثار الأولية لتشردهم وطردهم، ومما ساهم في زيادة فقرهم وعدم استقرارهم. ويواجه الفلسطينيون أيضا التهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي. فاليوم تجد اللاجئ الفلسطيني أكثر عرضة للبطالة مقارنة مع غير اللاجئ في جميع المناطق التي تعمل فيها الأونروا بالاضافة الى صعوبة وصوله الى الخدمات العامة أو عدم تمكنه من الحصول عليها على الاطلاق.
لمحة عامة عن الأونروا
تعمل الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) على التخفيف من الفقر والتهميش اللذين يعاني منهما اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتعمل الأونروا على توفير المساعدة والحماية وكسب التأييد والتعليم والرعاية الصحية وتحسين البنية التحتية للمخيمات والمساندة المجتمعية وتمويل المشاريع التجارية الصغيرة عن طريق القروض والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاعات المسلحة.
لمحة
4767000 لاجىء مسجل
58 مخيم رسمي
691 مدرسة
137 مركز صحي
11 مليون زيارة مرضى في السنة
38 مركز تأهيل مجتمعي
64 مركز برامج للمرأة
الأرقام اعتبارا من 1 كانون الثاني (يناير) 2010
تعمل الأونروا مباشرة مع منظمات المجتمع المحلي وبدعم نشط من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة وفي شراكة فعالة مع الدول المضيفة. وتعتمد الوكالة على التبرعات الطوعية لدعم أعمالها وخدماتها الأساسية في جميع أنحاء المنطقة.
كيف يشعر الإنسان حال فقدانه لمنزله؟ انها تجربة حقيقية مرت بها أسرة لاجئة حين هدم منزلهم أمام أعينهم.
مثل العديد من السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة ، واجه علاء وعائلته عقبات لم يتمكن من التغلب عليها عندما حاول الحصول على تصريح بناء من الحكومة الاسرائيلية لبناء منزله.
ولم يبق لهم خيار سوى بناء البيت دون تصريح أو عدم بناءه على الإطلاق. وفي عام 2001 انتقلت العائلة إلى بيتهم الجديد في بيت حنينا في القدس الشرقية حيث اضطرت الى دفع غرامة بقيمة 70000 شيكل لعدم وجود تصريح البناء.
وبعد ثلاثة أشهر من دفع القسط الأخير للغرامة، تلقت العائلة أمر هدم للبيت. وبعدها بفترة وجيزة شاهدوا منزلهم يهدم أمامهم وفيه كل مدخراتهم.
إن قصة علاء ليست حدثا نادرا، فالفلسطينيون يشكلون حوالي 30 في المائة من سكان القدس ولكن بامكانهم الحصول على تصريح للبناء على 13 في المائة من النصف الشرقي من أراضي المدينة فقط والتي لم يعد فيها مساحات كافية للبناء.
وبالإضافة إلى ذلك ، فإن عدد التصاريح الممنوحة للفلسطينيين في كل عام لا يلبي الطلب على البناء وهذه الفجوة (حوالي 11000 منزل في السنة) قد تسببت في نقص حاد في الإسكان.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة ان ما بين 28 الى 46 في المائة من منازل الفلسطينيين التي تم بناؤها تعتبر انتهاك للقوانين الإسرائيلية وعليه فهي معرضة لخطر الهدم.
في عام 2009 ، تشرد 300 فلسطينيا من بينهم 149 طفلا بسبب سياسة هدم المنازل في القدس الشرقية ثلثهم من اللاجئين المسجلين لدى الأونروا والذين يعانون من المزيد من التشرد والحرمان.
تسعى الأونروا لحماية اللاجئين ضد انتهاكات حقوق الإنسان مثل الطرد أو التشريد أو تقييد الحركة. وتقوم الأونروا برصد انتهاكات القانون الدولي الإنساني وتناصر من أجل حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين. كما أنها توفر المساعدة في حالات الطوارئ لضحايا هدم المنازل والطرد واللاجئين الذين تضررت ممتلكاتهم نتيجة للصراع.
محمد شاب في الرابعة عشر من عمره يعيش في مخيم البقعة في الأردن. توفيت والدته في صغره حيث يكافح وأسرته من أجل تغطية نفقاتهم. ويعمل محمد في بقالة مخيم البقعة ويساعد الزبائن على حمل البضاعة ويقوم بتوصيل الطلبيات. كما ويقوم محمد بتوصيل البضاعة بين المحلات باستخدامه عربة مشتريات يفخر بها ويحافظ عليها.
ويعيش محمد حياة شبيهة بحياة كثير من الشباب الذين نشأوا في مخيمات اللاجئين في الأردن حيث يذهب الى مدرسة الوكالة (الأونروا) للذكور في مخيمه وقد يلتحق بإحدى برامج التدريب المهني التابعة للأونروا بعد تخرجه. يحلم محمد بأن يصبح فني كهرباء وان يمتلك معمل خاص به. ويقضي محمد كثيرا من وقته مع الموظفين والأطفال في مركز رعاية الأيتام في المخيم والذي يقوم برعاية الأطفال الذين فقدوا والديهم أو أحدهما والذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 18 سنة.
تدير الأونروا برامج عدة في المخيمات منها برامج التدريب المهني والمخيمات الصيفية وأنشطة ما بعد اليوم الدراسي، كما وتوفر مساعدات مالية يسيرة للأسر المحتاجة. على هذا النحو، تقوم الأونروا بدورها في دعم المنظمات المجتمعية والتي توفر الخدمات الأساسية للشباب الذين يواجهون صعوبات شخصية واجتماعية مثل مركز رعاية الأيتام.
أمل فتاة فلسطينية في السادسة عشر من العمر أتيحت لها الفرصة لأن تحضر ورشة عمل عن حقوق الإنسان في هولندا. وكانت هذه الورشة مصدر إلهام لأمل فعادت الى البلاد لإنشاء شبكة عمل تطوعي للشباب سمي مشروع النحلة.
أمل طالبة من مخيم دير البلح في غزة وهي واحدة من 52 طالب وطالبة متفوقين يدرسون حقوق الإنسان في القطاع حيث دعيت للسفر إلى هولندا لمعاينة تطبيقات القانون الدولي لحقوق الإنسان في المحكمة الجنائية الدولية. وكانت هذه أول فرصة لمعظم الطلاب للسفر خارج غزة.
وخلال زيارتها اجتمعت أمل مع امرأة هولندية تشغل منصب قاضية في المحكمة والتي كانت مصدر إلهام لها. قالت أمل: "اكتشفت الآن كيف يمكن أن تكون الحياة للنساء. كانت لديهن مناصب رفيعة وقد عملن بشجاعة من أجل السلام والعدالة. وأنا مؤمنة بأنني في يوم ما سأكون قائدة في مجتمعي".
وكانت هذه التجربة حافزا لأمل التي عادت الى غزة لإنشاء مجموعة عمل تطوعي للشباب: مشروع النحلة. ويقوم المشروع بعمل أنشطة داعمة لأعضاء المجتمع المحتاجين. شعارهم هو: "اكتسب ثقتك بنفسك من خلال التطوع".
تعتبر مواضيع حقوق الإنسان والتسامح جزء لا يتجزأ من المناهج الدراسية في كل مدارس الأونروا وعددها 691 مدرسة. وبرنامج الأونروا مصمم خصيصا للترويج لمهارات التواصل اللاعنفي وحل النزاعات وحقوق الإنسان. ومن خلال استخدام أمثلة من الواقع يتعلم الأطفال عن حقوقهم ومسؤولياتهم وخلفية عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والآليات التي تفرض هذه الخلفية. كما ويركز البرنامج على أهمية التسامح والمواطنة الصالحة.
ربما لم يسبق لك أن عرفت أن مخيم شاتيلا في لبنان يمكن أن تجد فيه الإلهام الفني، ولكن بالنسبة لعبد الرحمن يوفر هذا المخيم احتمالات لا نهاية لها.
كان لدى عبد الرحمن (أو عبد) منذ صغره موهبة فنية ولكنه لم يحلم أبدا أن يعيش كما يعيش الآن. فقد ولد ونشأ في مجمع للاجئين الفلسطينيين المسمى بمستشفى غزة الواقع خارج حدود مخيم شاتيلا. وهذا المستشفى هو مركز صحي قديم كان الكثير من الناس قد لجأوا اليه بعد أن دمرت منازلهم في مجازر صبرا وشاتيلا وحرب المخيمات في الثمانينيات من القرن الماضي. أما الآن فيأوي المستشفى مئات الناس ويعتبر مجتمع في حد ذاته.
والداه عبد شجعاه على تعلم مهنة ولكن كانت لديه فكرة أخرى في الحسبان حيث تقدم للانخراط في برنامج لدراسة الفنون الجميلة في واحدة من أرقى جامعات لبنان، ولدهشته تم قبوله في البرنامج. تخرج عبد بتفوق ثم التحق ببرنامج الماجستير وهو الآن فنان ناجح ذوأسلوب متميز في الفن.
ويعكس فن عبد المشاعر المتناقضة الموجودة في كثير من الأحيان في المخيمات، وتعرض أعماله في المعارض الفنية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا.
تقدم الأونروا خدمات مباشرة لللاجئين المسجلين وغير المسجلين بغض النظر عن مكان إقامتهم (في داخل المخيم أو خارجه). وبإمكان اللاجئين المقيمين خارج المخيمات الوصول الى الخدمات التي تقدمها الأونروا كالمدارس والخدمات الصحية وغيرها. ويعيش حاليا حوالي 425000 لاجئ مسجل في لبنان.
الف شكراً لك ابا باسم على مواضيع غاية في الأهمية
كم يكون جميلاً ان نحتفظ بتاريخنا ونحفظه عن ظهر قلب
كم هو مهم لنا ان يكون بيننا مثلك يؤوشف للمعاناة الفلسطينية