يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > المنتدى الاسلامي > قسم القران الكريم والسنة النبوية المطهرة
قسم القران الكريم والسنة النبوية المطهرة كل ما يختص بالقران والسنة النبوية
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-2010, 07:32 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ايهم السراحنة
المدير العام
 
الصورة الرمزية ابو ايهم السراحنة
إحصائية العضو






 

ابو ايهم السراحنة غير متواجد حالياً

 


افتراضي الهجرة النبوية دروس وعبر


قصة الهجرة النبوية

إن الهجرة النبوية المباركة هي تاريخ أمة، وقصة ملحمة، فيها من الدروس والعبر الشتى الكثير، وفيها من الكرامة والنصر ما جعل الخليفة الفاروق يجعلها تأريخاً للأمة الاسلامية، ويضيق المقام عن سرد القصة كاملة وما يستفاد من دروسها، ولكن لا بد في هذه المناسبة العطرة من المرور السريع الى أهم محطاتها.
فقد مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عاماً في مكة يدعو إلى لا إله إلا الله، وعانى عليه السلام سنوات طويلة من التعذيب والايذاء، والتشريد والابتلاء، وبعد اشتداد الأذى ينام عليه السلام في ليلة من الليالي فيرى دار الهجرة واذا هي أرض نخل بين لابثين، انها طيبة الطيبة، ومن قلة تنطلق ركائب المهاجرين ملبية نداء ربها مهاجرة بدينها، مخلفة وراءها ديارها ومالها، ويهم أبو بكر بالهجرة فيستوقفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول:«لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً» وعلى الجانب الآخر تشعر قريش بالخطر الذي يهدد كيانها بهجرته عليه السلام إلى المدينة فتعقد مؤتمراً عاجلاً في دار الندوة للقضاء على محمد قبل فوات الأوان، ويحضر الشيطان على هيئة رجل نجدي فيقترح تكبيله بالحديد واقترح آخرون نفيه من البلاد، فقام الطاغية «أبو جهل» واقترح أن تختار كل قبيلة فتى ثم يضربه أولئك الفتيان ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل، فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب جميع القبائل، فأعجبهم هذا الرأي واتفقوا عليه جميعاً وعينوا الفتيان.
وفي الليلة الموعودة أعلم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بما أجمع عليه القوم وأذن له بالخروج الى يثرب، فذهب الى الصديق وأذن له باصطحابه واتفقا على إعداد راحلتين هيأهما أبو بكر لذلك، واختارا دليلاً يسلك بهما أقرب الطرق، كما طلب عليه السلام من ابن عمه أن يبيت في فراشه وان يغطى رأسه ببردة الحضرمي.
ويفتح عليه السلام الباب ويخترق الصفوف وهو يتلو سورة «يس» فلم يكد يصل إليهم حتى بلغ قوله تعالى:«فاغشيناهم فهم لا يبصرون» فجعل يكررها، وكان المجرمون ينظرون من شق الباب فيروا علياً ويظنون أنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبحوا اكتشفوا الأمر وأخذوا ينفضون التراب عن رؤوسهم. وتوجه عليه السلام الى دار أبي بكر وخرجا معاً إلى جبل ثور بأسفل مكة فدخلا في غاره، وثارت ثائرة قريش فوضعت جميع طرق مكة تحت المراقبة المشددة، وأعلنت عن جائزة كبيرة مائة ناقة لمن يعيد محمداً وصاحبه حيين أو ميتين، وذهبت رسلهم تقتفي الأثر، أما رسول الله وصاحبه فقد انتهيا الى الغار، وروي أن أبا بكر دخل الغار وسد جحوره بإزاره حتى بقي منها اثنان سدهما برجليه، ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونام من حجر أبي بكر، وبينما هو نائم إذ لُدغت رجل أبي بكر من الحجر فتصبر ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله من نومه، لكن دموعه غلبته فسقطت على وجه رسول الله فاستيقظ عليه السلام وتفل على رجل أبي بكر فبرأت في الحال.
وكان لأل أبي بكر أثر عظيم في الهجرة فهذا ابنه عبد الله الشاب الذكي يصبح مع قريش فيسمع أخبارها ومكائدها وفي المساء يتسلل إلى الغار ويخبر - صلى الله عليه وسلم - الخبر، فإذا جاء السحر رجع الى مكة، وكانت عائشة وأسماء رضي الله عنهما يصنعان الطعام ثم تنطلق أسماء به إلى الغار ولما نسيت ان تربطه شقَّت نطاقها وربطته به فسميت «بذات النطاقين».
وكان لأبي بكر راع اسمه عامر بن فهيرة. فكان يرعى الغنم حتى يأتيهما في الغار فيشربان اللبن، فإذا كان آخر الليل مر بالغنم على طريق عبد الله بن أبي بكر ليخفي أثر أقدامه.
وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ كافرٌ اسمه «عبد الله بن اريقط» دليلهما بالطريق وواعده في غار ثور بعد ثلاث ليال، ومكث رسول الله وصاحبه في الغار، ووصل بعض المطاردين الى الجبل وصعدوه حتي توقفوا على باب الغار، فلما رآهم أبو بكر قال: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال عليه السلام:«يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» ولما خمدت نار الطلب جاءهما ابن أريقط فأرتحلا وسلكا الطريق الساحلي».
وفي مشهد من مشاهد الحزب وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مشارف مكة ليلقي النظرة الأخيرة على أطلال أحب بلد إلى قلبه ويقول «أما والله إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى وأكرمها على الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت». وينطلق وراءهم «سراقة على فرسه طمعاً بالجائزة ويدنو منهم حتى يسمع قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - للقرآن فيراه أبو بكر ويخبر الرسول، فيرفع عليه السلام يديه دون ان يلتفت إليه ويدعو: « اللهم أكفناه بما شئت، اللهم إصرعه، فتسوخ قدما فرسه ويسقط مراراً ويطلب الأمان، ويعده رسول الله بسواري كسرى، ويعود وكلما لقي أحداً رده، وقال: قد لفيتم ما ههنا، فكان أول النهار جاهداً على النبي وآخره مجاهداً عنه.
وفي الطريق يمر الركب المبارك بخيمة أم معبد ويسألها رسول الله - الطعام فتقول والله ما عندنا شيء ويرى الرسول شاة هزيلة في طرف الخيمة، فيستأذن أم معبد في حلبها، فتأذن له ويمسح عليه السلام على ضرعها ودعا فتفجرت العروق باللبن السخي، فسقى عليه السلام المرأة وأصحابه ثم شرب، وحلب لها في الإناء وأرتحل عنها، وفي المشهد الآخر بالمدينة يسمع الأنصار بخروجه عليه السلام، فكانوا لشدة شوقهم يترقبون قدومه ليستقبلوه عن مدخل المدينة فيخرجون كل يوم بعد صلاة الفجر الى الحرة على طريق مكة، فإذا اشتد حر الظهيرة عادوا الى منازلهم، حتى كان اليوم الذي رأى أحد اليهود ركب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فصاح «يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون» فكبر المسلمون فرحاً بقدومه وكان يوماً مشهوداً، واستقبله المؤمنون بالفرح واستبشر الناس بقدومه عليه السلام، وسمى الرسول يثرب بالمدينة المنورة، وآخى بين أهلها من المهاجرين والأنصار وبنى المسجد، ووضع الوثيقة التي تنظم علاقات المسلمين مع غيرهم من سكان المدينة، وصار المسلمون على قلب رجل واحد لا يفرق بينهم طمع الدنيا ولا يباعد بينهم حسد ولا ضغينة مثلهم كمثل البنيان المرصوص، وكان أول بيت نزل به رسول الله - بيت أبي أيوب الأنصاري.
وبعد الهجرة مكث عليه الصلاة والسلام في المدينة قرابة عشر أعوام، أقام فيها الدولة الاسلامية وبلغ البلاغ المبين، وأكمل الله به الدين، حتى أتاه اليقين







رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 08:37 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي


شكرا الك ابو ايهم على هذة المبادرة الطيبة واسمح لي باضافة



لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة بداية التاريخ الإسلامي
وكان لها الكثير من العبر والدروس إليكم بعضها:
1. الأخذ بالأسباب والتوكل على الله :

2.إخلاص العمل لله الواحد الأحد:

3.الثقة بالله في السراء والضراء :

4. ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة:
( ما ظنّك باثنين الله ثالثهما )
5. أن من حفظ الله حفظه الله :

6. ملازمة الصبر في جميع أعمالنا:

7.أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه :

8. تعظيم لدور المرأة في الإسلام :
و ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما .
9.تعظيم دور الشباب في نصرة الحق :
وذلك في الدور الذي قام به علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة.
10.حصول الأخوة وذوبان العصبية :
وذلك عندما قام الرسول الكريم بالمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2010, 12:21 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
اسماعيل السلاق
عضو ماسي
إحصائية العضو






 

اسماعيل السلاق غير متواجد حالياً

 


افتراضي


أثر الهجرة في التشريع الإسلامي

الشيخ: عبد الوهاب خلاف

في سنة 571 من ميلاد السيد المسيح ولد سيدنا محمد بن عبد الله بمكة بشعب بني هاشم.
وفي سنة 610 وهو في الحادية والأربعين من عمره الشريف اصطفاه الله رسولاً إلى خلقه، يدعوهم إلى عبادة الله وحده وأن لا يشركوا به شيئاً، وإلى الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وقد أقام الرسول بمكة المكرمة من حين أن اصطفاه الله لرسالته اثنتي عشرة سنة وستة شهور بالتقريب، صبر فيها على الأذى، واحتمل الآلام، وقاسى من الشدائد مالا يصبر عليه إلا من أيده الله بمعونته وتوفيقه، وألهمه أن العاقبة له ولدينه.
وفي سنة 622هـ هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن آمنوا به من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، يلتمس لدينه ودعوته بلداً غير هذا البلد، وقلوباً غير هذه القلوب، ويشق لعقائده الحقة وأخلاقه الفاضلة ومبادئه القويمة طريقاً معبَّداً لا تعترضه الصخور والعقبات التي وضعتها قريش في سبيل الدعوة، وفي وجوه الدعاة، طوال هذه السنين.
وبهذه الهجرة انتقل ميدان الجهاد والكفاح في سبيل الدعوة الإسلامية من مكة إلى المدينة، وأصبحت يثرب مبعث الحركة والنشاط المحمدي، واتجهت إليها الأنظار، واشرأبت لها الأعناق.

وقد كانت هذه الهجرة حادثاً خطيراً وفاتحة انقلاب وتحول، ومفاجأة لقريش وللعرب كافة وكانت لها آثار عديدة من نواح عدة:
كان لها أثر من الوجهة السياسية، فقد مهدت لقيام دولة إسلامية، بدأت صغيرة ثم نمت وقويت، ولم يمض عليها قرن حتى بسطت سيادتها على بلاد الإمبراطوريتين، فارس والروم، وكان لها أثر من الوجهة الإصلاحية، فقد سهلت السبل لنشر الإسلام، وبث المبادئ القويمة التي جاء بها: من الحرية، والإخاء، والمساواة، والعدالة، والتوحيد. وكان لها أثر من الوجهة الاجتماعية؛ فقد بعثت على تشريع النظم والقوانين التي تنظم علاقة ولاة الأمر بالأمة، وعلاقة أفراد الأمة بعضهم ببعض، وتشريع أحكام الزواج والطلاق والإرث والعقوبات، وغيرها من الأحكام الحربية والسلمية التي ترمي كلها إلى منع العدوان ودفع الضرر والضرار.
وكان لها عدة آثار من عدة جهات لست في مقام إحصائها.
والذي أخصه بالبحث في هذا المقال هو أثر الهجرة المحمدية من الوجهة التشريعية.
من الثابت المسلَّم أن التشريع في أي أمة هو وليد حاجاتها، وأن القوانين والنظم إنما تسن في الأمة سداً لحاجاتها، وتنظيماً لما يقع فيها من الحوادث، وكلما زادت حضارة الأمة وكثرت حاجاتها وتنوعت معاملاتها وعقودها وتصرفاتها، نمت قوانينها واتسعت دائرة التشريع فيها.
وعلى هذا فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين بمكة، لم تكن لهم حاجات تبعث على تشريع الأحكام وسن القوانين؛ لأنهم كانوا أفراداً قلائل مستضعفين وشخصيتهم فانية في الأكثرية التي تحيط بهم، والنظم التي يسيرون عليها هي نظم البيئة التي يعيشون فيها.
وكان همُّ الرسول صلى الله عليه وسلم موجهاً إلى أساس الدعوة، وهي العقائد والأخلاق، ولم يتجه إلى تنظيم إرث أو بيع أو زواج أو طلاق، أو غير ذلك من الجزئيات الثانوية بالنسبة إلى الأمر الكلي الجوهري وهو الإيمان بالله وحده، وباليوم الآخر، وترك الشرك والظلم، والوأد، واستعباد الناس.
ولهذا نرى سور القرآن المكية، وعددها ثلاث وتسعون سورة، وهي ثلثا القرآن بالتقريب، لا تتعرض لتفصيل التشريعات الجزئية، وأكثرها في العقائد والأخلاق، وما يتصل بها من قصص وسير، وما جاء فيها من تشريع فهو قواعد كلية تقرر مبادئ عامة لا تختلف باختلاف زمان أو مكان أو بيئة، مثل: [وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ] {الشُّورى:15}. ومثل:[ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ] {الشُّورى:13}. [وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ] {الأنعام:151}. ومن أراد المزيد من هذا فليقرأ الربع الأخير من سورة الأنعام:[قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ] {الأنعام:151} . هذا الربع المشتمل على تشريع كلي هو مثال التشريع المكي.
ولما هاجر رسول الله ومن آمنوا به إلى المدينة، واجهتهم شؤون ما كان لهم عهد بها، ووقعت لهم حوادث وطرأت عليهم طوارئ، اقتضت نظماً ما كانوا يعهدونها، وعاشوا في بيئة غير التي كانوا يعيشون فيها. وتهيأت نفوسهم لقبول ما لم تكن مهيأة له من نظم وإصلاحات؛ وعلى الجملة توافرت لهم مقدمات أمة ذات شخصية مستقلة، وتكونت هذه الأمة من أسر وجماعات متصلة المصالح والمعاملات، ولابد من وضع قوانين ونظم لتدبير علاقة الأمة بولاة أمرها، ولتدبير علاقات الأمة بغيرها من الأمم، وتدبير علاقة أفراد الأمة بعضهم ببعض، ولهذا كانت السنون العشر التي قضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة من حين هجرته إلى حين وفاته، سنوات تشريع، وسن نظم وقوانين.
ولهذا نرى سور القرآن المدنية وعددها إحدى وعشرون سورة، وهي ثلث القرآن بالتقريب، تشتمل على التشريع التفصيلي: في الأحوال الشخصية من زواج، وطلاق، وإرث، ووصية، وحجر وغيرها، وفي المجموعة المدنية من بيع وإجارة، ورهن وشركة وتجارة ومداينة وغيرها، وفي المجموعة الجنائية من حدودها وغيرها، وفي القضاء والشهادة، وفي أحكام القتال والغنائم والصلح.
وعلى سبيل التمثيل نذكر بعض هذه التشريعات وصلتها بالهجرة المحمدية:
المعاهدات والمواثيق: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن آمنوا به إلى المدينة المنورة واجهتهم حال ما كان لهم بها عهد، تلك هي أن المسلمين وجدوا أنفسهم بيثرب يعيشون مع اليهود، وهؤلاء اليهود لا تربطهم بالمسلمين رابطة الدين حتى يأمنوهم ويثقوا بأنهم يد معهم، ولهذا لما استقر المقام برسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بعقد الإخاء بين المهاجرين والأنصار، ثم أتبع ذلك بعقد معاهدة بين المسلمين واليهود، تعهد لهم فيها بأن يكونوا أحراراً في إقامة شعائرهم، آمنين على أنفسهم وأموالهم، وأخذ عليهم أن لا يعينوا عليهم عدواً، وأن يكونوا معهم ضد من يعتدي عليهم.
وكانت هذه المعاهدة معاهدةً الصداقة بين المسلمين وغير المسلمين في بلد إسلامي أول معاهدة إسلامية من نوعها.
ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه أن يزوروا البيت الحرام في السنة السادسة للهجرة، وهي عام الحديبية، وتعرض المشركون لهم بعد أن صاروا على مقربة من مكة المكرمة، انتهت المفاوضات بين الفريقين إلى عقد معاهدة قامت على أسس أربعة في ظاهرها غبن على المسلمين ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمضى هذه المعاهدة، وعاد هو وأصحابه من غير أن يزوروا البيت الحرام، وكانت هذه أول معاهدة عقدت بين المسلمين وأعدائهم، وأمر الله سبحانه باحترام العهود والمواثيق فقال سبحانه:[كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ] {التوبة:7}. وفي القرآن الكريم في سورة براءة وفي سورة النساء آيات عدة توجب احترام العهود، والوفاء بالعقود، والنهي عن الاعتداء على قوم بينهم وبين المسلمين ميثاق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم. وأحكام الإسلام في احترام العهود والمواثيق آيات في العدل والوفاء.
والمعاهدة التي عقدها المسلمون في يثرب مع اليهود ما بدأ بنكثها إلا اليهود.
والمعاهدة التي عقدها المسلمون مع المشركين في الحديبية كان البادئ بنقضها هم المشركين.

القتال: لما أخرج المسلمون من ديارهم ظلماً بغير حق، وأذن لهم أن يقاتلوا ظالميهم الذين أخرجوهم من ديارهم وأموالهم، واشتبك المسلمون مع أعدائهم في الحروب ـ اقتضت هذه الحروب تشريع أحكام حربية يتبعها المسلمون من بدء القتال إلى نهايته؛ وأوجب الإسلام أن لا يبدأ القتال إلا بعد الدعوة إلى الإسلام، ونهى عن الغدر والأخذ غيلة، وقتال من لا يقاتل، وبيَّن أحكام الأسرى والغنائم وسن قانوناً حربياً يكفل الرفق والرحمة، ويدفع الشر والعدوان بمثله، وكما كان التشريع الإسلامي مثلاً أعلى في أحكام المعاهدات والمواثيق، كان مثلاً أعلى في أحكام الحرب والقتال.







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2010, 12:22 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اسماعيل السلاق
عضو ماسي
إحصائية العضو






 

اسماعيل السلاق غير متواجد حالياً

 


افتراضي


التشريع الاجتماعي: من رحمة الله وعدالته أنه لم يفاجئ المسلمين بما يهدم نظمهم، ويغير حياتهم، بل أخذهم بالرفق والتدريج، فلما نصرهم الله بدر وظهرت لهم آيات تأييده ومعونته في مواقف عدة، وكمل إيمانهم، وانشرحت صدروهم، وتهيأت نفوسهم ـ شرع لهم الأحكام التي تنظم أحوالهم الشخصية، ومعاملاتهم المدنية، فبعد أن كان الرجل يتزوج أي عدد شاء من النساء إلى غير حد وبغير قيد، قصر إباحة العدد على أربع، وشرط لإباحة العدد الأمْنَ من الجور، فمن خاف الجور لا تحل له إلا واحدة.
وكان الزوج يطلق زوجته ما شاء من عدد الطلقات، فقصر عدد الطلقات ثلاث. وكان المورث قبل وفاته يملك أن يورث من شاء بواسطة عقد المحالفة والموالاة، وما كان للنساء نصيب في الإرث ولا للأطفال، فقصر أسباب الإرث على القرابة والمصاهرة ونعمة الإعتاق، وجعل للرجال نصيباً وللنساء نصيباً، وكان للدائن أن يسترق مدينه إذا أعسر عن أداء دينه، فقضى الله على هذا الظلم بقوله:[وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ] {البقرة:280}. وكان الدائن بواسطة الربا يأخذ دينه أضعافاً مضاعفة، فجرم الله الربا ومحقه، ومن استقرأ أحكام التشريع الإسلامي المدني، وقارن بينه وبين نظيره قبله، تبين أنها أحكام اقتضاها تطور حال المسلمين في حياتهم الجديدة بعد الهجرة، وتهيأت لها نفوسهم بكمال إيمانهم وقوة يقينهم، والتشريع العادل هو ما يساير تطور الأمة ويتهيأ له استعداد أفرادها وجماعاتها.







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2010, 09:53 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
شادي العجوري
عضو محترف
إحصائية العضو






 

شادي العجوري غير متواجد حالياً

 


افتراضي


شكرا لك ابو ايهم لهذا التذكير باعظم خطوة عملية لبناء الدولة الاسلامية و بداية وضع التشريعات الاسلامية لضبط امور المسلمين وتنظيمهم

لبداية البداية لدولة ستسيطر على العالم بحسن تنظيمها و انتماء ابناءها وايمانهم بربهم و دينهم







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009