طيطبا
تقع إلى الشمال من مدينة صفد وتبعد عنها 10كم ، وترتفع 800م عن سطح البحر . تبلغ مساحة أراضيها حوالي 8453 دونما ، تحيط بها أراضي قرى دلاته والرأس الأحمر والجش والريحانية وقديتا وعموقة. قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (299) نسمة وفي عام 1945 حوالي (530) نسمة. تعد القرية ذات موقع أثري يحتوي على بقايا مدفن قديم إلى جانب تل صغير في شرق القرية. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 48 (615) نسمة ، وكان ذلك في 1-5-1948 وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (3776) نسمة
كانت القرية مبنية على أرض صخرية، فوق ذروة تل بركاني يشرف على وادي طيطبا (أحد فروع وادي وقاص) إلى الجنوب الشرقي. وكانت شبكة من الطرق الفرعية تصلها بالقرى المحيطية، وكذلك بالطريق العام المؤدي إلى صفد. في سنة 1596، كانتقرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها 434 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على الماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت طيطبا قرية مبنية بالحجارة، وعدد سكانها 200 نسمة. وكان سكانها يزرعون البساتين في الجهة الغربية من القرية.
في الأزمنة الحديثة كانت منازل القرية مبنية بالطوب والحجارة، وكان سكانها كلهم من المسلمين، ولهم مسجد في الركن الجنوبي منها، ومدرسة ابتدائية للبنين أنشئت أيام الانتداب البريطاني. وقد كانت الزراعة أهم موارد رزقهم. في 1944- 1945، كان ما مجموعه 5175 دونماً مخصصاً للحبوب، و 585 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان إلى الشرق من القرية تل التصاريف الذي يحتوي على بقايا قبر قديم، وإلى الشمال منها ساحة أضرحة تعود إلى ما قبل التاريخ.
إن أقدم الحوادث المدونة التي وقعت في القرية كان في شباط - فبراير 1948. فقد ذكرت "نيويورك تايمز" أن دورية بريطانية قاربت، في 12 شباط- فبراير، قرية طيطبا "المعروفة بأنها تؤوي متطوعين عرباً مسلحين." وقد بادرت القوات العربية إلى الهجوم، فأرسلت تعزيزات بريطانية، ثم شقت الدورية البريطانية طريقها خارجة. ولم يؤت إلى ذكر وقوع أية إصابات. لكن بعد يومين، في 15 شباط- فبراير، هاجمت مجموعة إغارة من الهاغاناه (كانت قد ارتكبت مجزرة في قرية سعسع المجاورة) طيطبا؛ وذلك استناداً إلى تقرير نشرته وكالة أسوشييتد برس. ولم يؤت إلى ذكر أية تفصيلات أخرى.
من العسير أن نحدد متى احتلت طيطبا. فربما تكون اجتيحت، إلى جانب قريتي عموقة وقديتا، خلال المراحل الأخيرة من عملية يفتاح، في أيار - مايو 1948. وربما تكون أيضاً صمدت حتى عملية حيرام، في أواخر تشرين الأول - أكتوبر. إلا إن الاحتمال الأول يبقى الأرجح، لأن "تاريخ حرب الاستقلال" يشير إلى أن خطوط الجبهة، عند بداية عملية حيرام، كانت تتجه شمالاً من قرية ميرون إلى قرية قَدَس؛ ومعنى ذلك أن تلك الخطوط كانت تقع إلى الغرب من طيطبا مباشرة. ومن الجائز، في هذه الحال، أن يكون السكان نزحوا أو طردوا في وقت ما بين سقوط صفد في 11 أيار - مايو، وبين نهاية عملية يفتاح في 25 أيار - مايو. ويقول المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال أيضاً: إن "سكان طيطبا كلهم تقريباً" هربوا في بداية أيار - مايو، من جراء الحوادث الدامية التي جرت في قرية عين الزيتون. لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. لكن مستعمرة دلتون (196269) الزراعية، التي أنشئت في سنة 1950، تقع في الجوار إلى جهة الشرق.
تتبعثر أنقاض المنازل الحجرية المدمرة في أرجاء الموقع. ولا تزال بضع شجرات زيتون قائمة بين الحشائش البرية والنباتات الشائكة. وتغطي الغابات جزءاً من الأراضي المجاورة، بينما يستعمل سكان مستعمرة دلتون الجزء الآخر مرعى للمواشي