مارتن لوثر ونفاق اليهود :
وصف لوثر ما أصاب اليهود من شتات وسوء أخلاق وحقد على المجتمعات التي يعيشوا فيها نابع من موروثات وعقد سببها الآتي : "إن ما حل باليهود هو غضب الله تعالى ولو كانوا شعب الله المختار لما أصابهم ما أصابهم" (6) .
وهذا المصلح النصراني المبشر الكبير قد أيس من دعوة اليهود بقوله : " ليس غرضي تنصير اليهود ، إذ هذا أمر مستحيل ، وحتى إذا تنصروا - افتراضاً – فتنصرهم لا يأتي بخير " (7) وأضاف : "إني لست يهودياً ولكني أشفق على هؤلاء اليهود مما هم فيه من سخط ورعب ويرتجف بدني بكل جوارحي" (8).
وقد وصفهم بأنهم قد أرضعوا الكراهة من ثدي أمهاتهم (9)، وأضاف : " ونحن في نظرهم " غوييم" وثنيون ، ولسنا من طبقة البشر ورتبتنا عندهم رتبة الحشرات" (10).
والغريب أن يرى لوثر أن لا حل مع مشكلة اليهود وأخلاقياتهم وخداعهم ونفاقهم وأكاذيبهم ومكرهم إلا بطردهم من ألمانيا بل من كل أوروبا !! وانتهى إلى أن آخر الدواء الكي !! وأنذر كذلك الأمراء الحكام ورعاة الكنائس المسيحية والشعب أنهم إن لم يتضافروا على هذا حلت بهم الكارثة في النهاية . ذلك ما قاله لوثر في القرن السادس عشر الميلادي ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين فقد مضت خمسة قرون والرأي محكم في اليهود !!
وهذا يفسر ماهية المشروع الغربي ، الذي عمل على نقل المعضلة – اليهود - من بيئتهم إلى بيئتنا في المشرق الإسلامي وفلسطين على وجه الخصوص ، لنعاني ما عاناه الغرب في السابق من اليهود !!
ويتساءل "لوثر" في كتابه نفاق اليهود كيف يتباهى اليهود يتباهون بأنهم شعب الله المختار وهم الذين حل بهم ما حل من الهزائم في الحروب ، "وقد نزلت بهم نكبات القتل والاضطهاد فلم يرعووا ولم يتعظوا" (11) .
وفي وصف أخلاقهم وظلمهم وتعديهم كتب "لوثر" تحت عنوان " هم أبناء إبليس " : "فعلى شعبنا أن يحذر هؤلاء اليهود القساة المغضوب عليهم ، الذين من دأبهم اتهام الله بالكذب ، واحتقار سواهم من البشر ، ولو كان الله يريد بهم الرحمة لبدلوا من مدارسهم ومن قلوبهم " (12).
ويضيف لوثر تحت عنوان : "يتعاظمون بالباطل ويمجدون أنفسهم" : " التوراة تصورهم تصويراً رائعاً وهم يمارسون من الوثنيات أقبحها ومن النزعات الشاردة أوغلها في الشر ، وقلوبهم غلف ... وكان اليهود يحاولون مرضاة الله بقتل الأنبياء ويدعون أنهم خدام الله، وكتب ذلك كله تحت عنوان : (13) " اليهود منافقون سفاحو دم " فقال: " وهم على الحقيقة المنافقون سفاحو الدم بلا مراء ، ولم يكتفوا بتحريف التوراة وتزييف كلامها من أولها إلى آخرها ، بل أضافوا إلى ذلك تفاسيرهم المضلة" .
أما مدارسهم وأماكن تعليمهم فقد وصفها لوثر أدق الوصف : " هم أهل الرياء ، ومدارسهم عش إبليس ، يتعلمون فيها كيف يمارسون كل أساليب الغش والخداع والفتك بالآخرين" ... إنكم لستم بشعب الله لأنكم أهل المعاصي والمخازي كيف أنتم شعب الله المختار وقد شتتم وتأملون بالعودة كما تزعمون.
ويضيف : " يتمسكون بهذا ولا سند لهم قائم من التوراة يدعم دعواهم ، إلا ما يستخرجونه منها بالتأويل على طريقتهم ومجاراة لخيالهم" (14).
وعن سبهم ووصفهم لعيسى عليه السلام ، يقول " لوثر " : " علمت أن بعض اليهود يطلقون على السيد – أي المسيح عليه السلام – كلمة ( تولا ) ومعناها (المجرم المصلوب) .
ويصفهم بأنهم ضعاف أمام الذهب والفضة فهم يبذلون كل جهد ومكر للاستيلاء عليه فيقول : " إن لعابهم ليسيل نهمة وشرها إلى ما بيد الوثنيين " (15) - وهكذا وصفهم "لوثر" سخرية بهم ، بل ويقول : " فليس على وجه الأرض شعب كان في ماضيه وهو في حاضره وسيبقى في مستقبله ، أعلق من اليهود بالذهب والفضة ( المال ) ، واعلم هذا من استقتالهم على امتصاص الدماء بالربا الملعون " (16).
وحب المال عندهم طغى على عقولهم لدرجة أنهم لا يرون للحياة معنى إلا بمعبودهم وهو المال ، فيقول لوثر : " فأمسوا لا يرون معنى للحياة إلا من خلال الذهب والفضة ، وهذه المؤثرات تعمل فيهم عمل الغرائز، وليس عنها محيد " (17).
أما علاج اليهود فقد يأس منه " لوثر " وقال بكلمات المستسلم اليائس من تغيير اليهود : " وهم لن يغيروا ما بأنفسهم ، إلا إذا كان ذلك بأعجوبة خارقة من الله القدير " (18).
ويرد على من يدعى أن اليهود يفعلون الخير أحياناً بقوله : " وإذا ما صنع اليهود شيئاً من الخير أحياناً في مجتمعانا فثق أنهم لم يصنعوا ذلك عن خالص رغبة إنسانية فيهم حباً للخير، ولا من أجل مصلحتك أنت، فإنهم لاضطرارهم إلى مساكنتنا في وطن واحد لا بد لهم أن يأتوا شيئاً من الحسنات بين ظهرانينا هذا في الظاهر ، وأما قلوبهم فباقية مقفلة على عللها " (19).
ويدلل ويؤكد ذلك بقوله : " هذا والتوراة هي الكتاب الذي لم يغادر شيئاً من قبيح أوصافهم إلا ذكره " (20)
ثم يعود لوثر ويذكّر القارئ بما جاء في التلمود : : " ألم يذكر التلمود ألم يقل الربيون ، إنك إذا قتلت وثنياً فليس هذا القتل ذنباً أو جناية ، ولكنه يغدو كذلك إذا كان القتيل أخاك من بني إسرائيل " (21).
ويضيف "لوثر" : " وهم إلى اليوم – أي في القرن السادس عشر – يمارسون الغش والخداع وينشئون أولادهم على هذه الأخلاق" (22).
" وهم يسلبوننا مالنا بالربا ، ويرموننا بضروب الحيل في كل موطن استطاعوا فيه ممارسة هذا الرذائل (وأسوأ من هذا كله) أنهم يريدون أن يجعلوا مواقفهم هذه منا قربة لله وزلفى إليه، وهم يعلّمون أولادهم وأبناءهم هذه الطرائق تعليماً" (23).
ووصفهم وصفاً صريحاً حيث قال: " ولا نرى في الدنيا من يأتي بمثل هذا إلا الشيطان نفسه " (24)
وحول اتهامهم مريم عنون كلمته بالآتي " يدعون مريم العذراء بغياً " : " وتراهم يطلقون على المسيح " ابن ال***** " وعلى أمه مريم " ال***** " (25).
ويضيف : " إننا إلى اليوم لا نعلم السبب في حلول اليهود بيننا وأي شيطان قادهم إلينا ، فنحن لم نأت بهم من بيت المقدس ... وإذا هم اختاروا الرحيل عنا ، مستعدون أن نقدم إليهم حسن المعونة ، حتى نخلص منهم ، فهم عبء ثقيل علينا في وطننا ، بل هم أشبه بالوباء والطاعون وما رأينا منهم إلا النكبات " (26).
ويوجه لوثر أتباعه من النصارى في أسلوب التعامل مع اليهود فيقول : " نحن منهيون عن الانتقام ؛ وانتقام الله من اليهود هو ألف مرة أكثر مما نستطيع أن نريده لهم من هذا العذاب ورأيي :
أولاً : أن نجتنب معابدهم ومدارسهم ، وننبه الشعب أن يحذرهم .
ثانياً : يجب أن يمنع اليهود من تملك البيوت والمساكن داخل أحيائنا ولكن يمكن السماح لهم أن يقيموا في مآو مسقوفة ، أو في اصطبلات وبواخير كما يقيم النور ( الغجر ) وبهذا يوقنون أنهم ليسوا سادة مطاعين في بلادنا كما يتباهون .
ثالثاً : أن تنتزع منهم كتب الصلوات وأسفار التلمود ، إذ في هذه المدونات كل أنواع النفاق والأكاذيب واللعنات ، وهذا ما يعلمونه لصغارهم .
رابعاً : أن يمنع الربانيون ( الحاخاميون ) منهم ، من تعاطى مهنة التعليم لأن حقهم في ممارسة هذه المهنة قد سقط لتماديهم في نشر الفساد وتسميم الأذهان .
خامساً : أن ترفع عن اليهود الحماية الممنوحة لهم في الأسفار والانتقال ، وعليهم أن يلزموا مساكنهم .
سادساً : أن يمنع الربا . وقد منعه موسى من قبل، وكل ما بأيدي اليهود من مال ، إنما هم سرقوه منا بالربا .
نصيحة إلى الأمراء الحكام :
وبتلك النصحية ختم "لوثر" كتابه بقوله : " هذه نصيحتي بإيجاز إلى أمرائنا الحكام الكرام وسادتنا الأجلة والصفوة المرادة ، هي أن نتخلص جميعاً من عبء اليهود الشيطاني المتغطرس المتحكم ، حتى لا نكون شركاءهم يوم الحساب أمام الله" (27).
نصيحة إلى رعاة الكنيسة :
ووجه نصحه إلى رعاة الكنيسة قائلاً : " أما أنتم يا أعزائي السادة الأصدقاء ، رعاة الكنيسة وقوامها ووعاظها ، أحب أن أذكركم بواجباتكم من ضرورة لفت نظر الرعية كل منكم في أبرشيته ، إلى أن الشعب أمام خط ما حق ، ولا يبقى ولا يذر ، وأنتم أعلم الناس بهذا ، ودرايتكم واسعة ، لكشف الحقيقة لأبناء وطننا فيحذروا اليهود ويجتنبوهم " (28).
نصيحة إلى الوعاظ :
" وأرغموا اليهود على مزاولة العمل كسائر الناس ، وامنعوهم من تعاطي الربا ، وأخرسوهم عن التجديف واللعن .. ونحن نرى من اليهود مثل هذا وشرا منه ، وهم كالضيوف عندنا ونحن المضيفون ، فيوالون الاختلاس والنهب ، ويحرموننا رزقنا ، ويتعلقون برقابنا ببطون منتفخة وأيامهم ملذات في ديارنا ، ومكافأتهم لنا أن يسبوا سيدنا يسوع المسيح والكنيسة وأمراءنا وشعبنا " (29)
كلمته الأخيرة
ختم لوثر ما جمعه وكتبه عن اليهود وخطته المستقبلية مع هؤلاء بالآتي : " متى ما انتهيت من عملي الرئيسي وأتممته ، فإني سأتفرغ للعمل على طرد اليهود من البلاد" (30).
وبعد هذا يا ليتك " يا مارتن لوثر " ترى أتباعك من البروتستانت كيف غدوا قطيعاً من الخراف تسوقه اليهود ، وغدا نصحك وتوجيهك لأتباعك كتب ووثائق على أرفف خزائن الأرشيف !!
1 - يقول قادة تلك الحركة بأن اليهود في الولايات المتحدة يعلمون على تحجيم انتشارهم ، والضغط عليهم ، ومصادرة كتبهم !!
2 - انظر نفاق اليهود ، ص25 .
3 - غريس هالسل" كاتبة أميركية بارزة ، عملت كمحررة لخطابات الرئيس الأمريكي الأسبق "ليندون جونسون" ، وصحفية ومؤلفة لعدد من الكتب المميزة ، وكان أبرزها كتاب "النبوءة والسياسة" الذي صدر في الولايات المتحدة في نهاية الثمانينات ، وأثار ردود فعل واسعة ، ويعد من أبرز الكتب التي فتحت ملف "المسيحية الصهيونية " من داخلها، حيث كانت الكاتبة أحد أتباعها ودفعت مقابل ذلك ثمناً باهظاً فيما بعد، حيث اختفى الكتاب بعد صدوره ، وكانت نسخهُ تسحب من السوق أولاً بأول، وتعرضت الكاتبة لضغوط صهيونية لازمتها طيلة حياتها.
ومصير كتابها أعاد الذاكرة لما جرى لكتاب "هنري فورد" : "اليهودي العالمي" الذي كان يفقد من السوق في كل طبعة جديدة، حيث عمل اللوبي الصهيوني كل جهده لعدم إيصال الكتاب للقارئ الأمريكي حينذاك... .
4 - "يد الله " كتاب يبحث في مدى تأثير الحركة الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة على المجتمع الأمريكي وعلى أصحاب القرار في البيت الأبيض وفي الكونغرس على حد سواء