هناك نوع من المرضى النفسيين الذين يُعانون من مشاكل صعبة مع الصيام، وهم الأشخاص المدمنون. الإدمان مشكلة صحية كبيرة و معقّدة جداً ، لأن الإدمان مرض نفسي حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية التي تعتبر بأن إدمان الشخص على مواد يُدمن عليها مرض نفسي ، وهو في ذات الوقت أمرٌ صعب أن يُفطر الشخص شهر رمضان الكريم بسبب الإدمان ، و يفعل أمراً في غاية الاستنكار من قِبل الناس. بوجهٍ عام عامة الناس لا يتقبلوّن أن يرون شخص ليس مريضاً ، واضح المرض العضوي عليه، ويفطر رمضان بأي صورةٍ من الصور. إفطار رمضان من الأمور العظيمة عند كل المسلمين لكن لا يمنع أن أشخاصاً لا يصومون بدون أي عذر نظراً لضعف دينهم أو عدم قناعتهم وهذا أمر آخر ليس لنا علاقةً به في هذا المقال، لأن حكم مثل هؤلاء الأشخاص عندالله سبحانه وتعالى. لكن الأشخاص المدمنين بعضهم يشعر بالذنب وهو يفطر رمضان من أجل عدم قدرته على أن يمتنع عن الأشياء التي يُدمن عليها. قد لا يكون الأمر صعباً كثيراً ؛ بمعنى ليس أن يكون الشخص مدمناً على أشياء غاية في الخطورة ، ولكن أحياناً أشخاص لا يستطيعون الصوم لأنهم لا يستطيعون أن يصبروا على عدم شرب القهوة والشاي والتدخين!.. نعم أعرف شخصاً يُفطر في شهر رمضان المبارك لأنه لا يستطيع أن يمتنع عن التدخين وشرب القهوة .. لأنه فعلاً مدمن على القهوة والتدخين . كنتُ أسأله لماذا يُفطر شهراً كريم يمر مرة في العام و فيه يستطيع الإنسان أن يكون قريباً من الله ، و كذلك يستطيع الشخص أن يُخفف من التدخين ومن شرب القهوة أو الشاي ولكن لا يستطيع ذلك. وكان هذا الشخص يتضايق مما يفعل ؛ ويكره ضعفه الذي لا يجعله يستطيع أن يستغني عن القهوة و التدخين، لذلك يفطر في شهر رمضان، والمشكلة الكبرى أنه لا يستطيع أن يقضي ما أفطره في شهر رمضان. للآسف هناك أشخاص ليسوا قلة يفطرون رمضان لأنهم لا يستطيعون أن يمتنعوا عن التدخين مثلاً، وهم يكرهون هذا الضعف الذي ليس له أي مبرر ولكن أكرر آسفي بأنه فعلاً هناك أشخاص لايصومون شهر رمضان لأنهم لا يستطيعون الإستغناء عن التدخين و البعد عن السيجارة لساعاتٍ طويلة خلال النهار. بعض الناس من الذين يفطرون شهر رمضان بسبب التدخين يستخْفون عن الناس وهم يعرفون بأن الله يعلم السر و ما يخفى و مع ذلك يشعرون بالخجل من أن يراهم الناس وهم يُفطرون شهر رمضان الكريم، لأنهم فقط يفطرون شهر رمضان من أجل أشياء يعتبرها الآخرون تافهةً وهو التدخين أو عدم القدرة على الصبر عن القهوة أو الشاي!. لذلك يشعر بعض الذين يُفطرون رمضان بتأنيب الضمير الذي قد يُعكّر مزاجهم