بسم الله الرحمن الرحيم
التخلص من الماضي الاستمتاع بالحاضر
دعوة للايجابية
الاستمتاع باللحظات الحالية ليس معناه ان نغفل تماما احداث الماضي*او نتوقف عن التفكير في المستقبل*او نبتعد عن رسم الاهداف والتخطيط لها*لكن ماندعو اليه هو الا تبني من خبرات الماضي السيئة عائقا اوسدا حصينا يمنعك من تحقيق اهدافك الحالية اوينغص عليك حياتك.كما يجب ان تفكر في المستقبل بطريقة ايجابية فلا ننصحك باتخاذ القلق وسيلة للتفكير في المستقبل*كما انه ليس من المعقول أن تجلس مع نفسك وتبني مجموعة من الاحتمالات وتسعى بعد ذلك الى تحقيقها.لكن كل ماعليك هو أن تعيش حياتك وتستمتع بها وأن تؤدي عملك المطلوب منك بهمة ونشاط ومن ثم لاتفكر في النتائج بعد ذلك.
تقبل خبراتك الماضية
ليس من المنطقي ان تتنكر للاحداث التي تمت لك في الماضي أو تحاول تجنب التفكير في هذه الاحداث.بل يجب أن تتقبل أن ما حدث معك أصبح جزءا من تكوينك.وان هذا الجزء قد اكسبك خبرة ومهارة في التعامل مع مثل هذه المواقف في المستقبل ستكون استجابتك أفضل وأحسن.كل ذلك يبدو منطقيا*لكن كيف تعيش اللحظة الحالية دون أن تهاجمك منغصات الماضي؟؟؟...نعترف ان مخ الانسان به جزء كبير يدفعه دائما الى ان يتجول بفكره في احداث الماضي وآلآمه..لكننا نعرف ايضا أن هذا الامر لايمكن أن يعيقنا في شئ*فليس مطلوبا منك ان يكون مخك فارغا تماما من أي أفكار سلبية*فهذا درب من المستحيل..فالمخ يولد فكرة تلو الاخرى بطريقة آلية..اذا لابد وأن تحدد لنفسك طريقة أخرى كي تسترد تفكيرك في اللحظة المعاشة فقط.وخير طريقة لذلك هو ان تقوم باختيار اي عمل روتيني سهل وتقوم بتنفيذه يوميا بحيث تركز كل طاقتك فيه*يمكنك مثلا اختيار هواية او عمل تقوم به..ركز كل انتباهك على هذا العمل *وظف جميع حواسك اثناء تأديتك له.وراقب جيدا الافكار التي تقفز الى ذهنك واعلم جيدا ان التركيز في ما تقوم به سيمنع مخك من القفز هنا وهناك**ركز على حركة الفرشاة وانت ترسم على سبيل المثال*فهذا يمنعك من العودة بمخك الى اي افكار اخرى...نفس اللحظة يمكن تطبيقه في اي عمل تقوم به.فمعايشة اللحظة الحالية مهارة لايتحلى بها جميع الناس*كما أنها تستحق ان ترهق ذهنك كي تكتسبها.وكلما شجعت نفسك على اكتساب هذه المهارة صرت خبيرا بها.
6خطوات تساعدك على معايشة اللحظة الحالية:
الخطوة الاولى:التركيز فقط في الوقت الحالي
كما قلنا سابقا ان هناك جزء كبيرا من المخ يكون مسؤول عن تذكر احداث الماضي والقلق بشان المستقبل.ولكي نؤكد لك ذلك نذكر هذه الواقعة التي من المؤكد انها حدثت معك.كما انها حدثت معي ومع اناس كثيرين*ألم يحدث ذات مرة ان تقابلت مع صديق لك ودعوته الى تناول العشاء وبمجرد ان جلست معه اخذت تتوارد عليك الافكار؟؟هذا يحدث دائما*فمثلا بمجرد الجلوس معه تفكر في تصرفك بالامس مع زميل العمل*ولماذا تصرفت معه بهذه الشدة؟كما يتجول مخك في المهام التي يتعين عليك انجازها بعد المقابلة..فعليك ان تمر على السوبر ماركت لشراء احتياجات المنزل*بعدها لابد من الذهاب لدفع فاتورة التليفون..واخيرا تذهب كي تقل زوجتك والاولاد من منزل الجدة في طريقة الى منزلك...كل ذلك حدث اثناء المقابلة لانك لم تركز مع صديقك ولم تعط كل تفكيرك للحظة الراهنة..الادهى من ذلك انك تشعر بعدها بنوع من عدم الراحة النفسية لانك لم تستمتع بوقتك اثناء المقابلة.ولابد ان تعلم ان الحاضر هو الوقت الوحيد الذي يتطلب منا ان نعيشه وذلك لخدمة المستقبل والتخلص من عبء الماضي.فتخيل انك دائم القلق بشان الاسرة والاولاد فان ذلك سيشتت تركيزك في الحاضر وبذلك تكون قد تسببت في تدمير هذا المستقبل...تعال نقلب الصورة ونتخيل انك شديد التركيز في ما تقوم به من اعمال في وقتك الحالي..فان ذلك يؤدي الى نجاحك في بناء مستقبلك.اذا لديك هنا دافع قوي كي تركز في لحظتك الحالية..
الخظوة الثانية: العرفان بالجميل
من عادة الانسان ان يغفل عن النعم والاشياء الايجابية في حياته*في حين يكثر التفكير طلب في المزيد والطموح لما في ايدي الاخرين*وهذا الامر بالطبع ينغص عليه حياته ويمنعه من الاستمتاع بما لديه بالفعل..ومن المفيد ايضا في هذا الاطار ان نعترف بفضل الاخرين علينا.فهذا الامر يشجعك على التركيز مع من حولك والتفكير في التعامل معهم**فالعرفان بالجميل يجعلك تتنبه الى صاحب الجميل ويشعرك بالسعادة في حضوره..كما ان هذا الامر يعمل على تحسين الحالة المزاجية ايضا**ويمكنك ان ترد الجميل لهؤلاء الاشخاص عن طريق بعض الاجراءات البسيطة مثل كتابة ايميل..او الاتصال..او مجرد اسداء كلمة شكر فقط.