141- الاسير على شلالدة
شلالدة..الأًسر زاده تعلقاً في المسجد الأقصى
رغم وضعه الصحي السيئ يحرص الأسير المحرر علي شلالدة 62 عاما على الصلاة في المسجد الأقصى في كل موعد صلاه، في محاولة منه لتعويض ما فاته طوال 19 عاما قضاها في سجون الاحتلال حرم فها من دخول الأقصى والصلاة فيه.
وخلال ذهابه وإيابه من المسجد يلاحظ شلالدة مدى التغير الذي حصل على المدينة التي تركها كل هذه السنوات، فرغم معرفته الكبيرة بالمنطقة إلا أن المستوطنات التي انتشرت ونقاط التفتيش والكاميرات المنصوبة في كل مكان أفقدته بوصلته وبات يشعر كأنه غريب عن المكان.
يقول شلالدة في حديثه لصفا: " كنت على يقين منذ بناء المستوطنات في مدينة القدس في بداية السبعينات أن الوضع في القدس سيصل إلى أسوء من ذلك، ولكن ليس بهذه السرعة، فهذا المحتل يريد أن يخرجنا من أرضنا و بيوتنا وأن يستولى على كل شئ في المدينة".
وكان الأسير الشلالدة قد اعتقل في 7-8-1990 من منزله في حي الشيخ جراح، وحكم عليه بالسجن 25 عاما، بتهمة الانتماء لتنظيم معادي، وتدريب على عمليات عسكرية، وتصنيع مواد متفجرة.
ولما كان الأسير يبلغ من العمر 42 عاما حين اعتقاله، فقد كان التحقيق شاق عليه وترك في جسمه أثاره التي بدأت بعد اقل من أربعة أعوام على اعتقاله من خلال ظهور أمراض متفرقة في كل أنحاء جسمه، انتقل أثرها للاحتجاز في مستشفى سجن الرملة ليمكث هناك 15 عاما متواصلة.
ويتحدث الأسير شلالدة عن ظروف مرضه: " في سجن عسقلان تعرضت لنزل برد شديدة، مما تسبب التهاب في الرئة، وبدون علاج تطورت الحالة إلى أزمة وضيق تنفس خطير جدا، وبدلا من تقديم علاج نقلت إلى سجن النفحة حيث ظروف السجن أصعب هناك، مما تسبب في تطور الحال لتشنج في الرئة وخلل في عملها".
وعلى اثر تطور حالته الصحية نقل إلى مستشفى سجن الرملة، وهناك تضاعفت أمراضه من ضيق نفس إلى تصلب في الشرايين وتضخمها وأمراض السكري والضغط.
يصف شلالدة سجن الرملة قائلا: " في سجن الرملة الحياة ليست كأي مكان آخر، فهو مجمع للأسرى المرضى الذين تزداد معاناتهم ومرضهم يوما بعد يوم دون تقديم أي علاج شاف لهم، فالعمليات تحدد ولا تجرى، والأدوية توصف ولا تصرف".
وعن أوضاع المعتقل يقول الأسير المحرر: " منذ فترة طويلة وأنا اقبع في سجن الرملة لكن ما اسمعه من الأسرى الذين يأتون للعلاج في سجن الرملة أن أوضاع الأسرى في المعتقلات صعبا للغاية، خاصة بعد سلب إدارة السجون لانجازات الأسرى التي ناضلوا سنوات طويلة لانتزاعها".
وناشد شلالدة حركتي حماس و فتح بالتوقيع على اتفاق المصالحة والالتفاف إلى ما يجري على الأرض من انتهاكات وخاصة في مدينة القدس المحتلة من سلب و تهويد مستمر.
وقال:" رغم التهويد و المخططات الإسرائيلية في المدينة لا يزال أهالي المدينة ثابتون في أرضهم ومنازلهم مدافعين عن المدينة بأرواحهم وأجسادهم، ولكن صمودهم لا يكفي، الأمر بحاجة لوحدة والتفاف فلسطيني نحو القضايا المصيرية في قضيتنا التي ناضلنا في سبيلها وقضينا سنوات الأسر الطويلة".