بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأولئك المضحكين المبكين...المدخنين ..الصحة كنز....
--------------------------------------------------------------------------------
قبلة مدخن
يَضمُ أبناءه بحنان تحت جناحيه .. يدفعه حس الأبوة .. تتملكه المحبة .. هل تظنون أنه قد يقتل أبناءة يوماً؟.. الجواب بدون تفكير : لا طبعا .. و لكن العنصر الناقص في هذه اللوحة الجميلة هو ما سيغير الإجابة لــ" نعم و بشدة ".. يحبهم أكثر من نفسه .. يطوفون به كالعصافير بالعش .. فهو ملجأهم .. هو والدهم .. غير موقنين أن هذا العش قد تُغرس في لحومهم أشواكه و تعذبهم بجمود أسواره.. العنصر الناقص هنا .. هو تلك الرائحة الكريهة .. تلك التي حولت بيته من جنة إلى كومةٍ من أغراضٍ متكدسة ..رائحة السيجارة !..
اختاروا لها اللون الأبيض ..لطخوا سمعته بالسواد .. و هو لون الصفاء و النقاء .. لون التآلف و الإخاء .. لوثوا سمعته بقطعة رخيصة .. جعلت منه منبوذاً للكثيرين .. " السيجارة " .. أو كما أسميها " الموت الصامت ".. تتخلل بعمق لقلوبهم .. فيعشقونها .. تخطت كل عشاق العالم .. لتتصدر قصة قيس و ليلى و روميو و جولييت .. لتصبح قصة الزمان " السيجارة و الإنسان ".. اجتاحت العالم بقوة .. لتخلف وراءها ضحايا فضول .. أحبوا أن يجربوها .. ضحايا فراغ .. وجدوا المتعة فيها .. ضحايا تمرد .. وجدوا فيها الحياة .. حطمت مقاييس الانضباط .. فذاك لا ينام إلا و قد رشف رشفةً منها لتريح أعصابه .." على حد قول الكثيرين ".. و الأخرى .. لا تستطيع التفكير إلا و في فمها سيجارة .. ركنت الأنوثة َ جانباً .. لتُظهر المرأة بأبشع صورها و في فيها سيجارة ..
باغتت شخص .. فصاروا قبيلة .. و أَلهت القبيلة فأصبحوا أمة ..لو جمعت أقطارها لضاهت الروم العظيمة .. أفسدت العالم و الناس لا تزال تبحث عن السبب ؟.. " لا تقطعوا الأشجار .. حافظوا على البيئة .. لا ترموا القمامة .. معاً نحو عالمٍ أفضل ".. شديدو الملاحظة هم .. في الأشياء الكبيرة .. لكنهم نسوها أو تناسوها .. بمقدار الدخان الذي تخلفه كل يوم .. ألن يؤثر على طبقة الأوزون و يسهم في الاحتباس الحراري .. بكَم السيجارة التي ترمى كل لحظة .. ألن تجعل العالم مكب للنفايات ؟.. غريب أمرهم .. عجيب هو ذاك التفكير .. و نسمي أنفسنا علماء !!..
ما ذنب الجنين في بطن أمه يولد و كله عاهات ؟
ما ذنب طفلٍ في حديقة .. يقاسم المدخن تلك الجرعات ؟
ما ذنب مراجع ٍ أتى يقضي حاجته .. بسبب المدخن .. يلقى هادم اللذات ؟
ألم يفكروا بكل هؤلاء .. ألم يحاسبوا أنفسهم .. ألم يعدوا كم شخصاً اليوم تأذى بسببهم .. ألم يلاحظوا كم دعوةَ تظلمٍ اليوم في حقهم ؟.. ألم يسمعوا قوله صلى الله عليه و سلم : ( لا ضرر و لا ضرار )..
نعم هذا الموضوع في دائرة الحوار .. و لكن أين الحلول ؟.. تتسرب الآفة لتأكل رئة المريض .. ثم تنتقل لأبنائه .. أصحابه .. أهله .. و الآخرين .. يتعفن قلبه .. يختزن جسده كَم من الدخان .. حتى إذا أصابه الإعياء .. تهادى على فراش الموت .. ينتظر لحظات النزع .. هنا لا ينفع الندم .. هنا بقايا جسد .. هنا يزول للأبد .. لكن أثره لازال باق في الخراب !..
نعم .. لازلنا نتقاذف الموضوع بين مؤيد و معارض .. و لا مرسى لسفينة النقاش!.. لا تملئ أسماعنا و تقول : (فلننادي لترك التدخين .. فلنقم بحملة إعلامية .. و لندخل المدارس و ننشر ثقافة " الحياة حلوه .. التدخين مر".. ).. فلا حياة لمن تنادي !.
الحل الوحيد هو في يد المدخن نفسه .. يقطع هذه الآفة .. و يعالجها من جذورها .. فإن لم يساعد نفسه .. فمن المستحيل أن تنقطع السيجارة من الأسواق .. بل في الأحلام أن تُجمع سيجارة العالم و تُحرق في أخدود... إن كنت تريد الحياة فاعمل لأجلها .. الموت أقرب لك من نفسك إليك .. فحاذر .
نرجع إلى الأب المحب .. اللوحة التي سلبت الألباب .. بقبلته المشحونة بألوان البكتيريا و أنواع الفيروسات .. يودعها بدفء على وجنت ابنه البريء .. لتتسلل بخفة لدمه .. و يموت !.
هل يمكن للقبلة أن تقتل ؟.. أعد التفكير !!
* نقطة غفل عنها الكثير .. من يأخذ بيد أبنائنا المدخنين!!
________________